مكانة أهل العلم

مكانة أهل العلم
بقلم / محمـــد الدكـــروري

لقد رفع أهل العلم على سائر الناس لما حصلوه من العلم، وأمر بالرجوع اليهم عند الحاجة، ومن المعلوم أيضا أن للجهل مضاره العديدة، وخطورته الأكيدة، ومما يدل على خطورة الجهل وضرره أن النبي صلى الله عليه وسلم استعاذ منه وسأل المولى جل وعلا أن يغفر له خطاياه وجهله فقد كان من دعاء النبي صلى الله عليه وسلم كما في الصحيحين عن أبى موسى الأشعرى رضى الله عنه قال عن النبى صلى الله عليه وسلم أنه كان يدعو” اللهم اغفر لى خطيئتى وجهلى وإسرافى فى أمرى وما أنت أعلم به منى اللهم اغفر لى هزلى وجدى وخطاى وعمدى وكل ذلك عندى” فإن الجهل من أسباب ضعف الإيمان، فالجاهل معرض للشبهات التي تزعزع الإيمان وتنقصه، والجاهل يرتكب الخرافات والبدع التي تهدم الدين وتقوض أركان العقيدة.

وإن الجهل موت لصاحبه، فالجاهل ميت القلب والروح، ومن وصايا لقمان لأبنه أنه قال له يا بني جالس العلماء وزاحمهم بركبتيك فإن الله يحيي القلوب بنور الحكمة كما يحيي الأرض بوابل القطر، ولله در القائل، وفي الجهل قبل الموت موت لأهله، وأجسامهم قبل القبور قبور، وأرواحهم في وحشة من جسومهم، فليس لهم حتى النشور نشور، وأن الجهل من أسباب الضلال والانحراف، فهو من أهم الأسباب لحصول الضلال والانحراف عن الحق لصاحبه ولغيره، وهو سبب لانحراف كثير من الناس عن الهدى والصواب، ولقد جاءت نصوص قرآنية تحذر من ترؤس الجهلة وتصدرهم لقيادة الأمة، إذ بذلك تجتلب المحن والفتن على المسلمين، ويقول ابن حجر إن إسناد الأمر إلى غير أهله إنما يكون عند غلبة الجهل، ورفع العلم.

معلومة تهمك

ومن المعلوم أنه ما حدثت الفتنة في الأمة ودبت الفرقة إلا حينما تصدر مثل هؤلاء الناس وقادوهم, وهذا ما حدث في الفتنة على عثمان بن عفان رضي الله عنه، وكذلك فإن الجهل أصل كل شر، فلولا الجهل ما عبد مع الله تبارك وتعالى أحد، فكل فساد وضلال في الأرض لو نقبت عنه لوجد ت الجهل هو سببه ومنبعه، فيقول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله، والجهل والظلم هما أصل كل شر، كما قال سبحانه وتعالى فى سورة الأحزاب “إنا عرضا الأمانة على السماوات والأرض والجبال فأبين أن يحملنها وأشفقن منها وحملها الإنسان إنه كان ظلوما جهولا” وذكر الله سبحانه وتعالى أن الجهل هو الذي دفع قوم لوط لعمل جريمتهم البشعة من اللواط, فيقول تعالى فى سورة النمل” أئنكم لتأتون الرجال شهوة من دون النساء بل أنتم قوم تجهلون”

وأن الجهل يمنع صاحبه مِن إتقان العمل والتقرب به بالصورة الصحيحة والسليمة التي ينبغي أن يكون عليها بسبب ما عنده من القصور، فمن عبد الله بغير علم يُفسد أكثر مما يصلح، كما قال أمير المؤمنين عمر بن عبد العزيز، وأن الجهل سبب في عدم معرفة الأولوية في الأعمال الصالحات، فالأعمَال الصالحات متفاوتة من حيث الواجب والأوجب والفرائض من فرض عين وكفاية، ومن حيث المندوبات والسنن، فالجاهل قد يقدم النفل على الفرض، والسنة على الواجب، بل قد يترك بعض الواجبات مع الحرص على كثير من السنن والنوافل، فالجاهل يشتغل بالمفضول عن الفاضل، وبالمرجوح عن الراجح، وربما توسع في النوافل والمندوبات وترك الفرائض والواجبات.

فتجده ينشغل بالمحافظة على بعض النوافل والمسنونات، مع تقصيره ببعض الفرائض كبر الوالدين، وصلة الأرحام، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، يحافظ على سنن الصلاة ويتخلف عن صلاة الفجر، يمتنع عن الطعام والشراب في رمضان ولا يمتنع عن شهادة الزور والكذب والرشوة وغيرها كثير.

تنبيه هام، المنشور يعبر عن رأي الكاتب ويتحمل مسؤوليته، دون ادنى مسؤولية علي الجريدة

تنبيه

احصل على تحديثات في الوقت الفعلي مباشرة على جهازك ، اشترك الآن.

معلومة تهمك

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

%d مدونون معجبون بهذه: