فلتأكل ذاك الضفدع!

فلتأكل ذاك الضفدع!

بقلم سمر محمد فرج
مدرب دولي تنمية بشرية

تحدثنا في المقال السابق عن تقسيم المهام والبدء بالمهمة الأكبر، ودائما المهمة الأكبر هي المشكلة لدى الجميع.

معلومة تهمك

(براين تريسي) متحدث تحفيزي له العديد من المحاضرات في مجال التنمية البشرية، له كتاب أيضَا عن هذا الموضوع وبه أفكار عملية لإنجاز المهام الكبيرة التي تسبب عائق لك ولا تفضل وضعها ضمن أولوياتك.

هناك مقولة تقول “إذا بدأت يومك بأكل ضفدع حي، سوف يمر يومك بشكل طبيعي بدون ألم” وهذه المقولة ساخرة طبعًا، ولكن ما هو معناها؟ وما هو المقصود هنا بالضفدع؟
المقصود بالضفدع: أن تبدأ يومك ولديك مجموعة من المهام والمسئوليات، وأكثر أمر لديك شعور نحوه بأنه ممل وثقيل على نفسك هو هذا الضفدع!، وينصح الكاتب هنا أن تبدأ به ولا تؤجله وتبدأ بالأسهل بدلًا منه.

ففي معظم الأحيان الأشياء الثقيلة على النفس هي المهمة، وهي التي تكون فارقة في وصولنا لأهدافنا.
ولأنها ثقيلة على النفس نؤجلها دائمًا ونبدلها بأمور ثانوية أقل أهمية، وهذا نوع من أنواع التسويف المقنع لكن ذلك لا يصل بنا بالنتائج التي نطمح إليها.

ومشكلة أن تبدأ بالمهمات البسيطة المحببة لنفسك هي أن أي شيء تعمل على إنجازه يستهلك جزء من طاقتك قبل وصولك للمهمة الأهم وهي الضفدع، وبما أن الضفدع هي المهمة الأهم ولكنها غير محببة فلن تستطيع أن تأكلها فلن تستطيع العمل على الشيء الصعب وانت طاقتك أقل، وبالتالي سوف تؤجل العمل على هذا الشيء المهم، في حين أنك لو بدأت بالضفدع، وانتهيت منه سوف تشعر براحة نفسية وتشعر بنشوه الإنجاز، وهذا سيساعدك لإنجاز الأمور السهلة، ولو لم تستطيع انجاز هذه الأمور السهلة فتأثير انجازك للمهمة الأكبر أهم بكثير من الأمور الأقل أهمية التي تركتها.

وهذا يصل بنا لمبدأ باريتو Pareto’s Principle وهذا المبدأ مشهور بقاعدة 20 :80 وتلخيصه كالآتي:
“أن نسبه قليلة من الأعمال تؤدي إلى نسبة كبيرة من النتائج” ولكن اعتماد هذه النسبة ليس صحيح فكل مهمة أو مشروع يختلف عن الآخر فلا تتساوى الأمور بشكل مطلق، ويمكن أن تصبح النسبة 10: 90 أو 20: 80 أو 25: 75 أو حتى 40 : 60 .
فالمهم أنك سوف تجد دائمًا القليل المهم Virtual Few والكثير التافه Trivial Manyفمثلًا نسبة قليلة من عملاء الشركة يحققون نسبة كبيرة من الأرباح، وعدد قليل من الموظفين يقوم بأكبر عدد من الأعمال، وبالتالي فعدد قليل من الأعمال خلال اليوم هو الذي يحقق لك أكبر قدر من النتائج خلال اليوم.

وبالرجوع لفكرتنا الأساسية سنجد أن قانون (باريتو) يؤكد فكرة التركيز على القليل المهم قبل التركيز على الكثير الأقل أهمية، ويقودنا هذا الكلام إلى كيف نحقق هذا أو بالأحرى كيف نأكل هذا الضفدع؟

أولًا: ما هو الشيء الذي يجعل الناس لا تأكل الضفدع؟
لأن الضفدع شيء ثقيل على النفس وصعب، وأن أي شيء صعب عند تنفيذه يكون ثقيل عند التفكير فيه بشكل كلي، فإذا نظرت لمشروع مطلوب منك ومهم بشكل كامل وكأنك مطلوب منك تنتهي منه كله مره واحدة وهذا وقعه على النفس يسبب ألم، فالإنسان دائمًا يحاول أن يتجنب الأمور الصعبة والمهام الثقيلة.

ثانيًا: الحل في مواجهة هذه الصعاب هو تقسيمها لمهام صغيرة وسهلة، والتعامل مع كل جزء على حده وانجازه، والتعامل مع كل مهمة صغيرة على حدة بدون التفكير في غيرها حتى الانتهاء منها.
وإن تعذر تقسيم هذا الضفدع الى مهام صغيرة فيمكنك تقسيم الوقت الذي تعمل فيه، فيمكنك أن تعمل لمدة 20 دقيقة مثلًا وتأخذ 5 دقائق راحة ثم تبدأ في 20 دقيقة أخرى وهكذا، حتى الانتهاء من المهمة بشكل عام، وهذه الطريقة تطرقت لها في العديد من مقالاتي على كنوز عربية.
وهي طريقة معروفة وموجودة في الكتب ومشهورة منذ القدم حتى في الكتب الصينية والأمثال العربية وهي طريقة سهلة وعملية وناجحة جدًا.

وفي أوقات كثيرة سوف تكتشف أن هذه المهمة الصعبة لم تكن بالصعوبة التي تخيلتها، ولكن نفسك هي التي هيأت لك ذلك للهروب من العمل ليس إلا.
وأحيانًا يمكنك اكتشاف أن الذي سوف تأكله ليس ضفدعًا، بل طبقًا من الفول، يمكن أن تكون شخص غير مغرم بالفول، ولكنه أفضل كثيرًا من أكل الضفدع.

أرجو أن أكون قد وفقت في تقديم أهم الحلول لأكل الضفدع، أقصد المهام الصعبة التي نهرب منها جميعًا، نفع الله بنا وبكم.

تنبيه هام، المنشور يعبر عن رأي الكاتب ويتحمل مسؤوليته، دون ادنى مسؤولية علي الجريدة

تنبيه

احصل على تحديثات في الوقت الفعلي مباشرة على جهازك ، اشترك الآن.

معلومة تهمك

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

%d مدونون معجبون بهذه: