شيخ خرسان أبو حاتم البستي

شيخ خرسان أبو حاتم البستي
بقلم / محمـــد الدكـــروري

ذكرت المصادر التاريخية الكثير عن الإمام ابن حبان البُستي، هو الإمام العلامة الحافظ، المحدّث، المؤرخ، القاضي، شيخ خراسان، وهو من كبار أئمة علم الحديث والجرح والتعديل، وهو أبو حاتم محمد بن حبان بن أحمد بن حبان بن معاذ بن معبد بن سَهيد، ويقال ابن معبد بن هديّة بن مرّة بن سعد بن يزيد بن مرّة بن زيد بن عبد الله بن دارم بن مالك بن حنظلة بن مالك بن زيد بن مناة بن تميم بن مرّ بن أدّ بن طابخة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان، التميمي الدارمي البُستي، والتميمي نسبة إلى تميم جد القبيلة العربية المشهورة، وهو تميم بن مُر، الذي يصل نسبُه إلى عدنان، فهو عربي الأصل، أفغاني المولد والبلد، وقد نشأ الإمام ابن حبان في مدينة بُست، وأمضى فيها طفولته وأوائل شبابه.

ثم غادرها إلا أنه عاد إليها في آخر عمره، وتوفي فيها، وكان الإمام ابن حبان من الأئمة، الذين جمعوا بين الحديث والفقه، وقد ذكر العلماء أن الإمام ابن حبان من المجتهدين، فقال الإمام ابن كثير، أنه هو أحد الحفاظ الكبار المصنفين المجتهدين، وقد رحل إلى البلدان، وسمع الكثير من المشايخ، وكان الإمام ابن حبان يعيب على المحدثين الذين يهتمون بالإسناد فقط، دون الاهتمام بالمتون، كما كان يعيب على الفقهاء الذين يهتمون بالمتون فقط، دون الاهتمام بطرق الأحاديث، وقد أشار إلى هذا الموضوع في مقدمة صحيحه، وكاد ينفرد بمذهب خاص فيما يتعلق بزيادة الثقة، حيث اشترط في المحدث الثقة الذي تقبل منه الزيادة في المتن أن يكون فقيها، ومما اشتهر فيه الإمام ابن حبان.

معلومة تهمك

هو الرحلة في طلب الحديث النبوي، حيث أنه قد استغرق قرابة أربعين سنة في رحلاته إلى أن رجع إلى وطنه بُست أخيرا، وقد أشار الإمام ابن حبان إلى كثرة رحلاته قائلا، ولعلنا قد كتبنا عن أكثر من ألفَي شيخ من إسبيجاب إلى الإسكندرية، وإسبيجاب هو إقليم يقع أقصى الشرق الإسلامي في ذلك الوقت، وكانت ثغرا من أشهر ثغور الإسلام على حدود القبائل التركية التي لم تدخل بعد في الإسلام، قال المقدسي، ويقال إن بها ألفا وسبعمائة رباط، وهي ثغر جليل ودار جهاد، وكان هذه الأربطة للمجاهدين المتطوعين، تشترك في بنائها مدُن ما وراء النهر قاطبة، كما أن الإسكندرية من أشهر مدن مصر، والتي كانت آخر مدينة يرحل إليها من جهة المغرب الإسلامي، وقال الشيخ شعيب الأرنؤوط.

في مقدمة تحقيقه لصحيح ابن حبان، أنه يريد من قوله هذا أن يبيِن لنا أنه رحل إلى أقصى ما تمكن الرحلة إليه لطلب العلم في عصره، ولا يسعُنا إزاء هذا العدد الضخم من الشيوخ في تلك الرقعة الواسعة من الأرض إلا أن نردد مع الذهبي، قوله هكذا فلتكن الهمم، فرحلات الإمام ابن حبان شملت أقصى الشرق وأقصى الغرب في البلاد الإسلامية التي كان يرحل إليها في ذلك الوقت،

تنبيه هام، المنشور يعبر عن رأي الكاتب ويتحمل مسؤوليته، دون ادنى مسؤولية علي الجريدة

تنبيه

احصل على تحديثات في الوقت الفعلي مباشرة على جهازك ، اشترك الآن.

معلومة تهمك

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

%d مدونون معجبون بهذه: