الدرداء الصغرى

الدرداء الصغرى

(نساء من أهل القصص)
(أم الدرداء الصغرى)

بقلم الشيخ/عمر يوسف عمر
الباحث في الحديث الشريف وعلومه.

معلومة تهمك

اسمهاهُجَيْمَة بنت حُيَي الوَصابية، أم الدرداء الصغرى، من أهل دمشق، تنسب للوصاب من قبائل حِمْيَر: تابِعية جَليلة، وفَقِيهة، ومُحدثة من رواة الحديث، وهي زوجة الصحابي الجَّليل أبي الدرداء الأنصاري الثانية، ولم تر الرسول صلى الله عليه وسلم، فهي من التابعيات وزوجها من الصحابة.

وكان من صفات أم الدرداء ، أنهاكان لها السبق في العبادة والصلاح حتى قصدها الناس يتعلمون منها رقة القلب وخشوع الجوارح عند ذكر الله وقراءة القرآن.

وكان الرجال يقرؤون عليها ويتفقهون في الحائط الشمالي بجامع دمشق، وكان عبد الملك بن مروان يجلس في حلقتها مع المتفقهة يشتغل عليها وهو خليفة رضي الله عنها.

قال ابن حِبَّان في كتابه “الثقات”: “كانت تقيم ستة أشهر في بيت المقدس، وستة آخرين في دمشق سنويًّا”.

وقدحدث عنها: كثيرون، منهم:

جبير بن نفير،وأبو قلابة الجرمي،وسالم بن أبي الجعد.
ورجاء بن حيوة،ويونس بن ميسرة،ومكحول ،وعطاء الكيخاراني.

وإسماعيل بن عبيد الله بن أبي المهاجر،وزيد بن أسلم.

وأبو حازم الأعرج.

وإبراهيم بن أبي عَبْلَة

ومن رواياتها:
روى مسلم في الصحيح عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ:

أَنَّ عَبْدَ الْمَلِكِ بْنَ مَرْوَانَ بَعَثَ إِلَىَ أُمِّ الدَّرْدَاءِ بِأَنْجَادٍ مِنْ عِنْدِهِ، فَلَمَّا أَنْ كَانَ ذَاتَ لَيْلَةٍ قَامَ عَبْدُ الْمَلِكِ مِنَ اللَّيْلِ، فَدَعَا خَادِمَهُ، فَكَأَنَّهُ أَبْطَأَ عَلَيْهِ فَلَعَنَهُ، فَلَمَّا أَصْبَحَ قَالَتْ لَهُ أُمُّ الدَّرْدَاءِ: سَمِعْتُكَ اللَّيْلَةَ لَعَنْتَ خَادِمَكَ حِينَ دَعَوْتَهُ! فَقَالَتْ: سَمِعْتُ أَبَا الدَّرْدَاءِ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: “لاَ يَكُونُ اللَّعَّانُونَ شُفَعَاءَ وَلاَ شُهَدَاءَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ”.

  • روى الترمذي في “جامعه” عن مرزُوقٍ أبي بَكْرٍ التّيْميّ عن أُمّ الدّرْداءِ عن أَبِي الدّرْدَاءِ عن النبيّ صلى الله عليه وسلم قالَ: “مَنْ رَدّ عن عِرْضِ أَخِيهِ رَدّ الله عَنْ وَجْهِهِ النّارَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ”.

روى أبو داود في “سننه” عن يُونُسَ بنِ مَيْسَرَةَ عن أُمّ الدّرْدَاءِ عن أَبِي الدّرْدَاءِ رَضِيَ الله عَنْهُ قالَ:

وكان من أقوالها:

  • قَالَ عُثْمَانُ بنُ حَيَّانَ: سَمِعْتُ أُمَّ الدَّرْدَاءِ تَقُوْلُ:

إِنَّ أَحدهُمْ يَقُوْلُ: اللَّهُمَّ ارْزُقْنِي، وَقَدْ عَلِمَ أَنَّ اللهَ لاَ يُمْطِرُ عَلَيْهِ ذَهَبًا وَلاَ دَرَاهِمَ، وَإِنَّمَا يَرْزُقُ بَعْضَهُمْ مِنْ بَعْضٍ، فَمَنْ أُعْطِيَ شَيْئًا، فَلْيَقْبَلْ، فَإِنْ كَانَ غَنِيًّا، فَلْيَضَعْهُ فِي ذِي الحَاجَةِ، وَإِنْ كَانَ فَقِيْرًا، فَلْيَسْتَعِنْ بِهِ.

عن عثمان بن حيان قال:

أكلنا مع أم الدرداء طعامًا فأغفلنا “الحمد لله”، فقالت: يا بني لا تَدَعُوا أن تأدموا طعامكم بذكر الله، أكلًا وحمدًا، خير من أكل وصمت.

عن عون بن عبد الله قال:

كنا نجلس إلى أم الدرداء فنذكر الله عندها فقالوا: لعلنا قد أمللناكِ. قال: تزعمون أنكم قد أمللتموني! فقد طلبت العبادة في كل شيء فما وجدتُ شيئًا أشفى لصدري ولا أحرى أن أصيب به الذي أريد من مجالس الذِّكْر.

  • عن شَهْر بن حَوْشَب عن أم الدرداء قالت:

إنما الوَجَل في قلب ابن آدم كاحتراق السعفة، أما تجد لها قشعريرة؟

قال: بلى.

قالت: فادع الله إذا وجدتَ ذلك، فإن الدعاء يُستجاب عند ذلك.

الوفاء لزوجها:

عن جبير بن نُفَيْر عن أم الدرداء أنها قالت لأبي الدرداء عند الموت:

إنك خطبتني إلى أبوي في الدنيا فأنكحوك، وأنا أخطبك إلى نفسك في الآخرة.

قال: فلا تنكحين بعدي.

فخطبها معاوية، فأخبرته بالذي كان، فقال:عليكِ بالصيام.

وقدقالوا عن أم الدرداء

قال الذهبي في كتابه “سير أعلام النبلاء”:

“السيدة العالمة الفقيهة – هُجَيْمَة – روت علمًا جمًّا عن زوجها أبي الدرداء، وعن سلمان الفارسي، وكعب بن عاصم الأشعري، وعائشة، وأبي هريرة، وطائفة.

وعرضت القرآن وهي صغيرة على أبي الدرداء، وطال عمرها، واشتهرت بالعلم والعمل والزهد”.

وقال يونس بن ميسرة:

“كن النساء يتعبدن مع أم الدرداء، فإذا ضعفن عن القيام، تعلقن بالحبال”.

  • قال مكحول:

“كانت أم الدرداء فقيهة”.

عن عون بن عبد الله، قال:

“كنا نأتي أم الدرداء فنذكر الله عندها”.

  • عن ميمون بن مِهْرَان قال:

“ما دخلتُ على أم الدرداء في ساعة صلاة إلا وجدتها مصلية”.

وقد توفيت عام 81هـ في دمشق.
رضى الله عن ام الدرداء واسكنها الفردوس الأعلى من الجنة.

 

تنبيه هام، المنشور يعبر عن رأي الكاتب ويتحمل مسؤوليته، دون ادنى مسؤولية علي الجريدة

تنبيه

احصل على تحديثات في الوقت الفعلي مباشرة على جهازك ، اشترك الآن.

معلومة تهمك

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

%d مدونون معجبون بهذه: