الدكروري يكتب عن أحد المؤرخين الدمشقيين فى القرن الثامن
الدكروري يكتب عن أحد المؤرخين الدمشقيين فى القرن الثامن
الدكروري يكتب عن أحد المؤرخين الدمشقيين فى القرن الثامن
بقلم / محمـــد الدكـــروري
ذكرت المصادر الكثير والكثير عن شيخ الإسلام المحدث الفقية ابن كثير، واهتم ابن كثير بالتاريخ فكتب البداية والنهاية، وقد تفوق علي سابقيه ومعاصريه، واشتهر فى كتابه التاريخ كاشتهاره فى التفسير، وأصبح فى عداد المؤرخين الدمشقيين فى القرن الثامن، بل كان ألمعهم شهرة، وأكثرهم توفيقا وسداد، مخلصا فى عمله، موضوعيا فى بحثه، وكتاب البداية والنهاية، هو كتاب فى التاريخ عامة، والتاريخ الإسلامي خاصة، فاشتمل علي تاريخ ما قبل الإسلام من بدء الخليقة وهو المقصود بالبداية ثم يذكر قصص الأنبياء، بدأ من قصة أبو البشر آدم عليه السلام، ثم أخبار الأمم السابقة، حتي وصل إلي السيرة النبوية تفصيل، مع التوسع فى سيرة الرسول محمد عليه الصلاة والسلام ومعجزاته.
وتابع المسيرة مع تاريخ المسلمين فى العهد الراشدي، فالأموي، فالعباسي، وما زامنه من العهد الفاطمي والأيوبي، ثم المملوكي، ورتب ابن كثير كتابه حسب السنين، فيقول ثم بدأت سنة كذ، ويذكر الأحداث المهمة فيها بما يتعلق بالدولة والأحداث التاريخية والخارجية، والحروب والأوبئة والمجاعات، ثم يتعرض لوفيات تلك السنة بالإيجاز والاختصار، وترجمة الخلفاء والأمراء والعلماء والأعلام، دون استيعاب، حتي وصل إلي نهاية حوادث سنة سبعمائة وسبع ستون للهجرة، ويأتي بعد ذلك بأخبار نهاية العالم والأمم، وهو المراد بالنهاية، وبذلك يكون المضمون متفقا مع العنوان “البداية والنهاية ” وإن شهرة ابن كثير فى التاريخ لاتقل أهمية عن شهرته فى التفسير، فالكتاب قيم ومفيد، ويأتي فى طليعة كتب التاريخ العام.
معلومة تهمك
والتاريخ الإسلامي، وخاصة ان صاحبه مفسر أول، ومحدث ثاني، وخبير بالسيرة النبوية ثالث، ويتمتع بالصفات المؤهلة للتأليف والتصنيف مع الحياد والموضوعية، والاعتماد على القرآن الكريم والسنة، وتحليل الأحداث من منظور إسلامي، مما جعل هذا الكتاب محل الاهتمام والاعتبار فى العالم قديما وحديث، وعكف عليه العلماء والباحثون والدارسون والعلماء، ولذلك قال عنه الشوكاني، وله التاريخ المشهور مع الأسلوب الواضح، والتوثيق، وحسن الاختيار، فقال عنه ابن تغرى بردى وهو في غاية الجودة، وعليه يعول البدر العينى في تاريخه، وتوفي الشيخ إسماعيل بن كثير يوم الخميس السادس والعشرون من شهر شعبان عام سبعمائة وأربعة وسبعون من الهجرة، في دمشق عن عمر ثلاثة وسبعين سنة.
وكان قد فقد بصره في آخر حياته، وهو يؤلف كتابه جامع المسانيد، فأكمله إلا بعض مسند أبي هريرة، وفيه قال” لازلت فيه في الليل والسراج ينونص حتى ذهب بصري معه” وقد ذكر ابن ناصر الدين أنه “كانت له جنازة حافلة مشهودة، ودفن بوصية منه في تربة شيخ الإسلام ابن تيمية بمقبرة الصوفية” ولما مات رثاه بعض طلبته بقوله لفقدك طلاب العلوم تأسفوا، وجادوا بدمع لا يبيد غزير، ولو مزجوا ماء المدامع بالدما، لكان قليلا فيك يابن كثير.
تنبيه هام، المنشور يعبر عن رأي الكاتب ويتحمل مسؤوليته، دون ادنى مسؤولية علي الجريدة
تنبيه