نعمة الإبتلاء
نعمة الإبتلاء
بقلم : سامي أبو رجيلة
المؤمن يعيش فى الحياة بين الخوف والرجاء ، ينظر الى الدنيا كما نظر لها الأولون كسوق قام ثم أنفض ربح فيه من ربح ، وخسر فيه من خسر ، بنظر اليها كبيت له بابان يدخل من أحدهما ، ويخرج من الآخر .
هذه نظرة المؤمن للدنيا ، فلايغتر بزخارفها ، ولاينبهر بها ، ولا يسير فيها حسب أهوائها .
لأنه يعرف أن الدنيا ليست محل جزاء ( ثواب كان أو عقاب ) ، وليست دار الخلود ، لكننه يعلم أنها دار الرحيل ، وبسببها وبعمله فيها سيكرمه الله فى الآخرة ، أو يهان .
فإذا عمل فيها وفق مراد الله سيكرمه الله ، وإن سار فيها وفق مراد الله سيكون من السعداء ، هذه هى نظرة الانسان للدنيا ، ونظرته أيضا للآخرة .
لذلك بؤمن بقول ربه سبحانه :
” أعلموا أنما الحياة الدنيا لعب ولهو وتاخر بينكم وتكاثر فى الأموال والأولاد ، كمثل غيث أعجب الكفار نباته ، ثم يهيج فتراه مصفرا ثم يكون حطاما ، وفى الآخرة عذاب شديد ومغفرة من الله ورضوان ، وما الحياة الدنيا الا متاع الغرور ” سورة الحديد
وقول الله سبحانه ايضا :
” وإن الدار الآخرة لهى الحيوان لو كانوا يعلمون ” سورة العنكبوت
لذلك ينظر المؤمن الى مايحدث له فى هذه الحياة من احداث وابتلاءات على أنها نعمة وليست نقمة ، وأن مايحدث له من ألم ، أو مرض ، او فقد عزيز ، أو ضياع مال ، ماهو الا ابتلاء واختبار من الله عز وجل ، وذلك لتمحيص ذنوبه ، ومحو سيئاته ، أو على أنها لزيادة حسناته ، لذلك ينظر الى تلك الأحداث بنفس راضية مطمئنة بغير جذع ، ولكن بصبر واحتساب ذلك عند الله .
قال تعالى ” ولنبلونكم بشئ من الخوف والجوع ونقص من الأموال والأنفس والثمرات وبشر الصابرين …. سورة البقرة هذا من ناحية.
معلومة تهمك
ومن ناحية أخرى ينظر الى ابتلاء الله له على أنه اختبار ليبرهن الانسان على قوة ايمانه بربه ، وأنه يؤمن أنه عبدا لله ، وهو المتحكم فى حياته ، ولايملك هذا العبد من أمره شئ ، لذلك يرضى بجميع اقدار الله له .
كما قال الله سبحانه :
” الم أحسب الناس أن يتركوا أن يقولوا آمنا وهم لايفتنون ، ولقد فتنا الذين من قبلهم فليعلمن الله الذين صدقوا وليعلمن الكاذبين ” … العنكبوت
لذلك يكون المؤمن حريص على رضى ربه ويستقبل قضاء الاه وقدره بنفس راضية ، مطمئنة .
كما قال الله سبحانه :
ومن الناس من يعبد الاه على حرف ، فإن أصابه خير أطمأن به ، وان أصابته فتنة أنقلب على وجهه خسر الدنيا والآخرة ، ذلك هو الخسران المبين ” الحج
والرضى بقضاء الله وقدره دليل وبرهان على ايمان المرء ايمانا لايتزعزع ، كما جاء فى الحديث الصحيح :
عن عمر بن الخطاب ” رضى الله عنه ” قال :
بينما نحن جلوس عند رسول الله ” صلى الله عليه وسلم ” إذا دخل علينا رجل شديد بياض الثوب ، شديد سواد الشعر …. الحديث
قم سأل الرسول عن الاسلام ، ثم عن الايمان ، فقال صلى الله عليه وسلم ( الايمان أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر ، والقدر خيره وشره ..)
لذلك لانغتر بالدنيا ، ولكن كن فيها كغريب او عابر سبيل ، وأرضى بماقسمه الله لك ، وبقضاء الله وقدره .. ولا تجذع .
تنبيه هام، المنشور يعبر عن رأي الكاتب ويتحمل مسؤوليته، دون ادنى مسؤولية علي الجريدة
تنبيه