الأدلة الجنائية مادية و معنوية.

◐الأدلة الجنائية مادية و معنوية.
أ/ميار أحمد العرضي

☆الأدلة المادية:-➷
هي التي لها وجود مادي
ويمكن الاحساس بها باحدى الحواس البشرية كالبصر والسمع والذوق والشم واللمس ومثالها الآثار المادية عموماً والتي يمكن رفعها من مكان الحادث مثل بصمات الأصابع وبقع الدم وآثار الأقدام والمقذوفات النارية أو انطباق بصمات المتهم على البصمات المرفوعة من محل الحادث أو تقرير أي مخلفات مادية يتركها الجاني بمحل الحادث .
☆الأدلة المعنوية:-➷
هي التي ليس لها وجود مادي وإنما يقتصر وجودها على ما يستنتجه العقل ويدركه الفهم، والمثال الظاهر على هذا النوع الأدلة المستخلصة من أقوال الشهود واستجواب ين وما يستخلص منهم من اعترافات .
◐ويعتبر تقسيم الأدلة إلى مادية ومعنوية من التقسيمات الرئيسة للأدلة الجنائية،إلا أننا يجب أن نلاحظ أن هذا التقسيم ليس قاطعاً،فكثيراً ما تتداخل الأدلة المادية مع الأدلة المعنوية وينتج كل منها عن الأخرى فقد يفضي الدليل المادي إلى أدلة معنوية مثل المكاتبات التي يعثر عليها بمحل الحادث وترشد إلى شهود تؤدي شهادتهم إلى ظهور أدلة معنوية وبالعكس فإنه قد ينتج من الأدلة المعنوية أدلة مادية مثل شهادة الشهود واعترافات المتهم التي ترشد إلى أدلة مادية.
◐الأدلة المباشرة والأدلة غير المباشرة:وتنقسم الأدلة الجنائية من حيث قوتها في الإثبات إلى أدلة مباشرة وأدلة غير مباشرة أو قرائن ويقصد بالأدلة المباشرة الأدلة التي تثبت بمجرد توافرها وبمفردها حدوث واقعة ما،أو عدم حدوثها وذلك على سبيل القطع الذي لا يحتمل إثبات عکسه، ومن أبرز أمثلتها بصمات الأصابع التي تثبت ملامسة الشخص للشيء المرفوعة من عليه البصمات،وشهود الرؤية الذين تقطع شهادتهم بارتكاب المتهم للجريمة، أما الدليل غير المباشر وهو ما يعرف عادة بالقرينة،فيقصد به الدليل الذي لايشير مباشرة إلى حدوث أو عدم حدوث واقعة ما، وإنما يزيد من درجة الإقناع بذلك، حيث يمكن عن طريق (الاستنتاج) تقدير أن حدوث أو عدم حدوث واقعة ما هو الاحتمال الأقوى.
☆ومثال ذلك الشهادة برؤية المتهم يخرج مع المجنى عليه ليلا ثم يعثر عليه قتيلاً في الصباح، والشهادة برؤية المشتبه فيه وهو يحوم حول المتجر المسروق قبل اكتشاف سرقته، فكل هذه الأدلة لا تشير مباشرة إلى ارتكاب المتهم جريمة، وإنما تجعل من احتمال ارتكابه لها قوياً، وتحتاج حتى تقطع بذلك، إلى أدلة مباشرة أو لعدد من القرائن الأخرى.
◐وتنقسم القرائن عادة إلى قرائن اقناعية تضم جميع الوقائع التي يمكن أن يستنتج منها ما يطابق تفكيره وضميره وقرائن
قانونيةما يمكن ان يستنتج منها ومثالها وجود شخص غريب في المكان المخصص للحريم اعتبره قرينة على وقوع جريمة الزنا،والقرائن القانونية نوعان قرائن قانونية يمكن التدليل على عكسها وقرائن قانونية قطعية لا تقبل إثبات العكس.
☆ومثال القرائن القانونية غير القطعية،المثال السابق فيمكن للغريب الذي ضبط بمكان الحريم أن يثبت أن تواجده كان لسبب آخر غير الزنا
☆أمثلة القرائن القانونية القطعية إثبات ان من المتهم سبع سنوات يقطع بعدم تميزه حتى ولو كانت تصرفاته تشير إلى غير ذلك.
◐القيمة الإثباتية للدليل الناجم عن المعاينة :➷
من تتمثل القيمة الإثباتية للدليل الجنائي الناجم عن المعاينة، إما في تأكيد براءة أحد المتهمين الذين قد حامت حولهم بعض الشبهات، ثم تأكد خلو ساحتهم نتيجة ما أسفرت عنه المعاينة أدلة جنائية قاطعة تؤكد انقطاع صلتهم بالجريمة المرتكبة، كان تكشف مثلاً معاينة جسم المجنى عليه عن وجود بعض الأنسجة البشرية المتخلفة من جسم الجاني في بعض أظافر المجنى عليه نتيجة مقاومته للجاني حين ارتكابه الجريمته،ثم يكشف التحليل العلمي لتلك الأنسجة انعدام التماثل بينها وبين الأنسجة الخاصة بخلايا أحد المتهمين المشتبه فيهم .
☆وأما أن تتمثل القيمة الاثباتية في تأكيد الإدانة لبعض المتهمين الآخرين مثال ذلك ان تثبت المعاينة بوسائلها العلمية.
وأما أن تتمثل القيمة الاثباتية في تأكيد الإدانة لبعض المتهمين الآخرين مثال ذلك ان تثبت المعاينة بوسائلها العلمية الحديثة وجود بعض الآثار المتخلفة أيضاً من جسم الجاني ويقطع التحليل العلمي بخصوصيتها به،وبوجود أيضاً علاقة بينه وبين مسرح الجريمة وبينه وبين المجنى عليهم فيها .
◐ولذلك يمكن القول ان القيمة الإثباتية للدليل الجنائي المتحصل من معاينة مسرح الجريمة تتمثل في تأكيد شخصية الجاني وتحديد علاقته بالجريمة بشكل يقوم على خلق حالة الاقتناع اليقيني لدى المحقق والقاضي على السواء لتحديد شخصية الجاني، وبيان دوره في ارتكاب الجريمة بشكل قاطع وجازم، ومن ثم ضرورة الحكم عليه بالإدانة وتوقيع العقوبة المقررة عليه لارتكابه الجريمته .