الأمل
الأمل
كتبت: صفاء فوزي
كاتب و محاضر في مجال التطوير و التنمية
لعل هذه الكلمة ليست كما تبدو عليه من تلاصق الحروف مع بعضها البعض، بل أنها تعني الكثير والكثير كفسحةٍ سماوية تُطلُ على مستقبلٍ أجمل تُجبر الشخص على الاستمرار والتحدي، وتمده بالطاقة والقوة للوصول إلى ما يتمناهُ ليتجاوز كل العَقَباتِ دون كَللٍ أو ملل، ويَمرُ على الكثير العديد من الظروف العصيبة والمؤلمة والتي تزيدُ الأمر تعقيداً حتى يكاد الشخص أن يفقد الأمل، ولكن الأمل باقٍ في نفوسنا وإرادتنا باستمرار الحياة بشكلٍ أفضل مما هي عليه.
الأمل في حقيقة الأمر هو طاقة إيجابية يزرعها الله فينا لنقوى ولنتحدى العقبات ونحن نؤمن أن الله تعالى سيقدم لنا كل الخير والرزق والعطاء الذي نتمناهُ وأكثر من ذلك بكثير، فالأمل بالله لا يَخيب أبداً، والثقة بالله تعالى نتائجها مهما بَعدت فهي منقطعة المثيل في حسن العطاء .
تعطينا الحياة دروساً قاسية بعض الشيء ولكن هذه الدروس تبقى آثارها مدى الحياة، على أمل كسب الخبرة والتفكير بشكلٍ منطقي وهادئ أكثر مما كُنا عليه، ومهما عظم واقع المشكلة إلا أن الحل أمام أعيننا، ولكنه يحتاج بعضاً من الثقة بالنفس، والأمل بأن يرشدنا الله تعالى إلى أفضل الحلول وأسهلها بأقل الخسائر.
و يعتبرالأمل من أهمّ العناصر في الحياة؛ فهو يبعث الفرح والطمأنينة، يُحفّزنا على الصمود والمثابرة وعدم الاستسلام، يُبعدنا عن الكسل والكآبة والإحباط، فليس هناك أجمل من كلمات تبعث الأمل في نفوسنا، وتزيد حياتنا روعةً وجمالاً
و تأكد ان الناس معادن تصدأ بالملل، وتتمدّد بالأمل، وتنكمش بالألم . و تذكّر يا صديقي، أنّ الأمل شيء جيد، والأشياء الجيّدة لا تموت أبداً.
و لولا الأمل في الغد لما عاش المظلوم حتى اليوم.
و هناك أشخاص هم الأمل بذاته.
فالعقل القوي دائم الأمل، و لديه دائماً ما يبعث على الأمل. أحياناً يغلق الله سبحانه وتعالى أمامنا باباً لكي يفتح لنا باباً آخر أفضل منه، ولكن معظم الناس يضيع تركيزهم ووقتهم وطاقتهم في النظر إلى الباب الذي أُغلق، بدلاً من باب الأمل الذي انفتح أمامهم على مصراعيه.
و يُصبح الإنسان عجوزاً حين تَحِّل الأعذار محل الأمل.
الأمال العظيمة تصنع الأشخاص العظماء و من أعظم أنواع التحدي هو المرض، فهو يُشعر الإنسان بضعفهِ الكبير، ونذكر مثالاً على ذلك مرض السرطان عافانا الله وعافاكم وجميع المرضى منه، إن جميع الدراسات الطبية أثبتت أنه من أكثر الأدوية فعالية في الشفاء من هذا المرض بعد الله تعالى هو الأمل في الشفاء والذي يمنح المريض المناعة الكافية في مقاومة هذا المرض، فالأمل بالله هو طوق النجاة الذي يجب التشبث فيه وذلك بوضع هدف صوب أعيننا وبذل جهد الوصول إليه والاستمرار بوضع أهدافٍ جديدة أُخرى، دون الاكتراث للعقبات والصعوبات.
دمتم في نجاح و امل
معلومة تهمك
تنبيه هام، المنشور يعبر عن رأي الكاتب ويتحمل مسؤوليته، دون ادنى مسؤولية علي الجريدة
تنبيه