قصة مقبرة أولاد فرحان بالقيروان
قصة مقبرة أولاد فرحان بالقيروان
متابعة عبدالله القطاري من تونس
هذه القصّة العجيبة والغريبة يردّدها كافة اهالي القيروان
وزوار المقبرة المحاذية لسور المدينة العتيقة الذي يتوسّطه
جامع عقبة بن نافع:
معلومة تهمك
قال تعالى:(ألا إن أولياء اللّه لاخوف عليهم ولاهم يحزنون) صدق الله العظيم -كرامة آل الرسول في مقبرة أولاد فرحان التاريخية المحاذية لسور المدينة العتيقة، يرقد فيها كثير من ذرية الرسول صلى الله عليه وسلم من نسب أولاد فرحان المنحدرين من سلالة الادارسة من ولد الحسن بن علي كرم الله وجهه وفاطمة الزهراء بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم منهم الصالحون ومنهم الزهاد ومنهم أولياء لله لايعرف عنهم الا التقوى والزهد في أمور الدنيا.
كان أبناء أولاد فرحان في المكارم سيدي بوزيد والسبيخة والفحص وبنزرت يواظبون على زيارة أهلهم وأجدادهم بالمقبرة في ذكرى المولد النبوي والاعتناء بها وفيها تحصل صلات وثيقة وتعارف بين وجهاء العرش وأبنائه عند زيارة المقبرة، وفي وقف قريب منها يقع احياء الحضرة الفرحانية فيها المدائح والأذكار الدينية.
في تلك المقبرة الملاصقة لجامع عقبة بن نافع حدث شيء غريب. كان التاريخ يشير إلى 11 جوان 2007 وكان الوقت تقريبا الساعة 11 صباحا . قدم وفد حكومي يتقدمه الوزير السابق عبد الرحيم الزواري ومعه والي القيروان وكثير من الاطارات الجهوية، وكان المقصود هو الاشراف على انطلاق الأشغال لإنشاء منتزه سياحي وتبليط الساحة المحاذية لمقبرة أولاد فرحان ، مع اقتطاع جانب من أرض المقبرة لفائدة المشروع دون إستشارة عرش أولاد فرحان.
أعطى الوزير الإذن للجرافة بالتحرك لتفتتح المشروع ولتسطو على جانب من حرم المقبرة، كان كل شيئ جاهزا ويشير على أن الأمر سيمر بصفة طبيعية، وكانوا قد أزالوا سورها القديم قبل أيام، عندها حدثت المفاجأة التي لم يتوقعها أحد ولم يستطع أحد أن يفهم مايجري لهول الصدمة.
فجأة ومع اقتراب الجرافة من أرض المقبرة حدث انفجار رهيب بين القبور دوى صوته ثلاث مرات كان صوتا يشبه صوت المدفع في قوته، وظهر دخان أسود كثيف من بين القبور غطى المكان وانتشر في ذلك الشارع الذي يسمى بأولاد فرحان.
هرع الوزير إلى سيارته واضطرب القوم من حوله ولا أحد يعلم سر هذا الانفجار. لقد كانت كرامة من الله سبحانه وآية من آياته عندما اعتدى على مقبرة من مقابر آل الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم وتدخلت مشيئته وقدرته لينصر أولياءه الصالحين غضبا لهم و لانتهاك حرمهم. تعطلت حركة المرور في الشارع المجاور بسبب تدافع الأهالي والمارة لتبين سر هذا الحدث. حصلت حالة من الهلع والخوف وتراجع الوفد عن افتتاح الأشغال وسط حالة من الذهول والفزع. كان كل شيء قد حدث أمامهم ولا مجال للشك والتخمين وكان الأمر على مرأى ومسمع من الحاضرين من أعيان المدينة وإطاراتها الجهوية. أما الوزير السابق عبد الرحيم الزواري فقد خاطب رئيسة في أمرها الغريب فقرر تخصيص ميزانية لإعادة بناء سورها المحيط بها ووضعت بداخله مكان التوسعة أشجارا لتبقى شاهدا على ماجرى. ذلك هو السور الذي برز في واجهة الأحداث حين رسمت عليه فتاة -فيمن- اسم منظمتها.
كان سكان المدينة ممن يعرفون تاريخ تلك المقبرة، يعرفون أن هذه الحادثة ليست المرة الأولى فقد سبق أن ظهرت كرامة من في المقبرة حين قرر بورقيبة ازالة بعض المقابر التي تتوسط المدن ، وقتها فشل سائق الجرافة في التقدم وهرب منها جزعا وهلعا. وحين استدعي الوالي عمر شاشية أيقن أن الأمر أبعد من أن يكون صدفة، وقد فشلت أكثر من جرافة في التقدم لهدم المقبرة بينما يستطيع سائقها تأخيرها بصفة عادية. في ذلك الزمن أخبر الوالي رئيسه بورقيبة بأمرها الغريب فقرر تركها وإحاطتها بسور يحمي أرضها.
منذ ذلك التاريخ 11 جوان 2007 دأب أبناء أولاد فرحان من مختلف الولايات على التوجه إلى المقبرة لزيارتها وإحياء ذكرى الحادثة وما بالعهد من قدم، كانت ولازالت مقبرة ذات أطوار وتاريخ وكان سبب إنشائها هو وفاة أحد أولياء الله الصالحين من اولاد فرحان وقد أوصى بأن يوضع جثمانة على جمل ثم يسير به ويدفن حيث يقعد الجمل، واختار الجمل جامع عقبة، وحدث جدل وتفاوض بين وجهاء القيروان وأولاد فرحان إنتهى بإبعاد موضع القبر بضع أمتار احتراما لحائط الجامع. واشترى أولاد فرحان قطعة الأرض أي مكان المقبرة من عند صاحبها الدهماني ولهم في ذلك وثيقة تثبت ملكيتهم لها إلى حد الآن..
تلك هي قصة مقبرة أولاد فرحان بالقيروان .
رحمة الله عليهم أجمعين..
تنبيه هام، المنشور يعبر عن رأي الكاتب ويتحمل مسؤوليته، دون ادنى مسؤولية علي الجريدة
تنبيه