النميمة وموقف الإسلام منها

النميمة وموقف الإسلام منها

بقلم: القاسم محمد جعفر

لقد حرم الإسلام النميمة ويراها من الكبائر والنميمة هي نقل الكلام بين الناس بقصد الإفساد وإثارة الأحقاد والنمام يسعي في قطع ما أمر الله به أن يوصل ويفسد في الأرض
قال تعالي (إنما السبيل على الذين يظلمون الناس ويبغون في الأرض بغير الحق)
والنمام من هؤلاء ورب العالمين أمر بعدم سماع النمام قال تعالي (وَلَا تُطِعْ كُلَّ حَلَّافٍ مَهِينٍ *هَمَّازٍ مَشَّاءٍ بِنَمِيمٍ)
وبين صلي الله عليه وسلم ذلك في الحديث حين قال صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (إِنَّ شَرَّ النَّاسِ مَنْزِلَةً عِنْدَ اللَّهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ رَجُلٌ اتَّقَاهُ النَّاسُ لِشَرِّهِ).

بل وبين صلي الله عليه وسلم ان هذا الإنسان لا يدخل الجنة وذلك فيما رواه الإمام البخاري بسنده عَنْ هَمَّامِ بْنِ الْحَارِثِ قَالَ: كَانَ رَجُلٌ يَنْقُلُ الْحَدِيثَ إِلَى الْأَمِيرِ فَكُنَّا جُلُوسًا فِي الْمَسْجِدِ فَقَالَ: الْقَوْمُ هَذَا مِمَّنْ يَنْقُلُ الْحَدِيثَ إِلَى الْأَمِيرِ قَالَ: فَجَاءَ حَتَّى جَلَسَ إِلَيْنَا فَقَالَ حُذَيْفَةُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «لَا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ قَتَّاتٌ»
والقتات هو النمام والنميمة من أكبر الكبائر فعن أبي هريرة أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (إن شر الناس ذو الوجهين، الذي يأتي هؤلاء بوجه وهؤلاء بوجه)
ولقد اجمعت الأمة علي تحريم النميمة ومن اجل ذلك وغيره امرنا رب العالمين بالتثبت من الأخبار قال تعالي(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ)

يقول العلامة المراغي في تفسير هذه الآية أدب الله عباده المؤمنين بأدب نافع لهم في دينهم ودنياهم- أنه إذا جاءهم الفاسق المجاهر بترك شعائر الدين بأيّ خبر لا يصدقونه بادى ذي بدء حتى يتثبتوا ويتطلبوا انكشاف الحقيقة ولا يعتمدوا على قوله فإن من لا يبالى بالفسق لا يبالى بالكذب الذي هو من فصيلته- كراهة أن يصيبوا بأذى قوما هم جاهلون حالهم فتندموا على ما فرط منكم وتتمنوا أنه لو لم يكن قد وقع فما احوجنا ان نتثبت من الأخبار وعدم تصديق النمام نسأل الله تعالي ان يهدينا إلي أحسن الأخلاق اللهم آمين وصلي الله علي سيدنا محمد وآلة وصحبه أجمعين.