مغرب الحكايات من أساطير الأطلس إلى اليونسكو

مغرب الحكايات
من أساطير الأطلس إلى اليونسكو

 

الكاتبة التونسية و الفنانة التشكيلية رجاء بن موسى

 

قوافل من الحضارات
ترسو فوق ميناء الرّباط
تحمل على متن الخيال
كنوزا من الحكايات

قد تناساها الزمن
و أعياها السّمر
من نسيم الخيمات
و لذة حنين الجدّات
وحلقات الشّيوخ
و بلاط القصور
فحلّقت عبيرا لمغرب الحكايات

و تسللّت بين معالم تاريخيّة
تحيي ماضي الذّكريات

في رحلة البحث عن عادات الأجداد

فتنتقل حلايقيّة العهد السّليماني
مشهدا على ركح باب الحدّ

فرسانها شيوخ الكلام
لواؤهم كنوز للزمان
فبين الركراكي شامخا بالجلاّبة

والأزلي قد زاده الجبادور ذكرى لفاس

وترنيمة بخور الكناوة
على قافيّة لمسيح
لتلتفّ الأساطير
حكمة من عمامة بوشامة

فتنتشر الأمثال صياعا من الذّهب
برناّت زجل الموّال

و نوارس قد هجرت الصّقيع
واخترقت جمهوريّة أبي الرقراق

لتحلّق بأجنحتها قعقعة للمارياتشي
في رقصة عشق وجنون
لجداول المكسيك

وطاووس أبيض يتبختر فلامنكو
وقد أضناه الكبرياء شموخ الجبال

وعلى أرض الفردوس المفقود
من جنان الأندلس
وبأمر من ملوك العلويّين

تفرش ساحة السّبيل للأمراء

وشمس وألوان وأساطير وخرافات

ترقص زهورا في ربيع البيرو

وفي بلاط روسو
ينحني لويس السادس عشر
بقناع الباروك
سلاما لماري انطونات
و هياما لأجنحة الباليه
وقد تسدّل شعرها
لؤؤا ومرجانا
في غزل مع حنين الدنتال

و تتهادى المها جبال الألب
بشذا الدردنل
و قد نسجت الربيع موٌالا

و من سماء بيريغن
تلوح الضباء
وقد توشّحت الأقحوان بونادا

وتفتح مغارة الوداية متحفا
لحکایات شهرزاد
و مغامرات علاء الدین
بإذن من ديوان بورقراق

و فارس قد امتطى السرج فتوة
على أوتار التدنيت
و خطوات الأردين
فاتحا الدّراعة للسماء
نغما على أهازيج التهيدين

وبين طبول الرعد
و صنوج البرق و خشخاش أجراس الشجر
تتناثر سوكسو الرومبا
على تراب أشعث
في صراع بين الأسد و الغزلان

وملوك مقنّّعة توقف اهتزاز التام تام
لتنتشر خطافا

وقد توشّحت البوبو
سنابلا مجنحة
لأساطير اامبالاكس

ويتبختر النّيل دلالا
لوقع خطى نفرتيتي
وقد سدلت وجه القمر
بيشمك من خيوط الشمس
ومنديل أبو آوية عبير شادية
لدلال الخرز من الشال السّيوي
و قد أطاع وقعها
جلال الدين الرومي
في رحلة المولية
بين لبادة الليل والنهار

ونخّة الشاشيّة والجبّة
على وقع التيقار
توقض في عليسه حبّ قرطاج للإنتصار

و بساط سيسيي ينسج الحكايات من بركات سلطان المدينة

وقد لاح عمر المختار بارودا
وإن تدلى الجرد من السرج
مالوفا و مرسكاوي

وبين قبائل البرانس والتبر
تلوح الكاهنة وقد زادها التوانزة ربيعا
وأن كان تاسكوين
مدججا مقاومة للدماء

وفي بلاط يعقوب المنصور
تتعانق الأمم شموخا
لصومعة حساّن
ولحداء الإبل حنين لنزار و عنترة
في ساحة عكاظ
على وقع النجديّة بين سيف الألوان
و الفرشاة

وشذى البنّ الصنعاني من جداول اليمن تتراقص برعا لها نجيم الصّباح
و أهازيج الفارس
معوز و وهنيّة
تهتزّ ذودا للعزة و الهمم

و تتناثر التغرودة حكاية عشق للصّقار
بين رناّت الكاسر
وحدو الخيول
يشهر السّيف علما لليولة

وعلى أسوار الفنيقيين
يمتدّ صور شالة
خيالا لكلّ عاشق مغامر

وقد لاح كريستوف كولومبوس
فاتحا طريقه
على إيقاع الرّوك والسمبا الدرول
ليهتزّ له تمثال الحريّة
أنشودة حبّ وسلام

وسهام نیران تصيب جبال الروك
هي حكاية لمحيط المغامرات

تلك هي مغرب الحكايات
أساطير القارات في بلاط العلويّين

ورحلة الكواكب فوق بساط اليونسكو

و حكايات الشعوب على قتديل الإسسكو

من نسمات نجمة غزال الأطلس.