الكاتبة/لمياء نويرة بوكيل تنعى القامة الكبيرة الأستاذ عبدالمجيد يوسف
متابعة عبدالله القطاري من تونس
لكم كنت أتمنّى لو كان الخبر خطأ فادحا، أو إشاعة مغرضة، ولكنّ الموت كان الأكثر حقيقة وصدقا وقسوة،
فجأة يغادرنا سي عبد المجيد، لم يكن مريضا ولا طريح الفراش، كان يقود بحذر سيّارته، وكان فكره يضجّ بالأفكار والمشاريع ومشاوير الحياة التي تنتظره، ولكنّ يد القدر امتدّت إلى قلبه، وتوقّفت عنده الحياة.
كم هو موجع هذا الرحيل، وصادم هذا الخبر، سي عبد المجيد الأخ العزيز والمعلّم الجليل والصديق الجتلمان والمبجّل والشاعر والقاص والروائيّ والباحث والقامة الكبيرة، يغادرنا في أوج عطائه، تتراكم على مكتبه مشاريع وبحوث دقيقة وعظيمة، في طور المراجعة، وله قصص وروايات ومقالات، يكتب يوميّا ويشتغل بعمق وبلا هوادة، وهو الكاتب الفذّ والعليم باسرار الكتابة والسرد، وما سألته مرّة إلّا وأفاض في الردّ والشرح والتوجيه، سأظلّ أذكر له ما حييت صبره وحماسة لتقديم الإفادة الادبيّة دون تقتير أو حساب، جدّي ولا يتوانى عن إبداء رايه حتّى لو كان قاسيا، سي عبد المجيد صديق وأخ ومرافق مذ دخلت عالم الكتابة والصالونات، صديقنا وعماد صالون مطارحات، والملتقيات والاحتفالات والتوقيعات، وجمعتني به وصديقات واصدقاء الصالون أوقات طيّبة رائقة ومفيدة ولا تعوّض ابدا،
لقد آمن بقلمي منذ أوّل نصّ وشرفني بالتقديم، ومنحني بتواضع شرف أن أكتب مقدّمة في رواية جديدة له قيد النشر، كان يستعدّ لخروجها وتقديمها…
الله أكبر من كلّ المشاريع والنصوص والموت أكبر الحقائق واقساها،
إنأ للّه وإنّا إليه راجعون، له الرحمة بلا حدّ ولصديقتنا العزيزة زوجته الشاعرة سهام صفر كلّ الصبر والسلوان… يا لها من خسارة إنسانيّة وأدبيّة كبيرة،
الله أكبر
معلومة تهمك
تنبيه هام، المنشور يعبر عن رأي الكاتب ويتحمل مسؤوليته، دون ادنى مسؤولية علي الجريدة
تنبيه