سلسلة مقالات قعدة عربى شهادة ضمان

سلسلة مقالات قعدة عربى شهادة ضمان

  • سلسلة مقالات قعدة عربى
    شهادة ضمان
    بقلم :ندى عثمان

كالعادة نبدأ قعدتنا العربي من الأول نظراً لان موضوعنا لا يحتمل القعدات الرسمية ..يالاه ننزل مع بعض لنقطة من عمق العلاقات ..جمل بتتردد كتير خاصة فى الإستشارات الأسرية ..
“عشان ضامن وجودى مبقاش يراعينى” .. ” عشان ضمنت وجودى بتتمرد عليا” ..”من كتر التنازلات بقى ده العادى والمفروض ومفيش تقدير” .. ” التساهل خلى زعلى مش فارق” .. وهكذا جمل من هذا القبيل تحمل نفس المعنى ونفس مشاعر الألم والإحباط .. قلق ممزوج بمشاعر خذلان وتساؤولات ..”لحد امتى هفضل متحمل/ة ” .. ” لحد امتى العمر بيضيع فى جفاء وقسوة ” .. ” هل ممكن يشعروا بحجم أذاهم فى يوم ” .. ” هل لو فعلا أدركوا مدى آذاهم هقدر أنسي اللى عدى ” .. وهكذا ..
المحصلة فى الواقع شخصين .. شخص غير مدرك معنى وقيمة الحياة وقيمة المشاعر.. لا يحترف إلا فى إهدار العمر فى خصومة وتحديات.. قدراته تنحصر فى نسف مواطن السعادة والمودة وإشعال نيران التحدى والعناد .. وشخص يؤذن فى مالطا .. منتظر النهاية السعيدة بالإعتراف بحجم جهوده المهدورة لسنوات وقيمة مشاعره المستنزفة .. أو يعيش حالة إحتراق داخلية.
حالات متكررة بشكل مرعب فى العلاقات المختلفة ..فهل العفو والتسامح والمرونة أصبحوا شهادة ضمان مدى الحياة تُبيح التعامل بلامبالاه وإهمال ؟! .. هل الأشخاص اللى بتضمن وجودنا بتستحل زعلنا؟!..
هل سرعة وسهولة التراضى بيقلل من قيمة الشخص؟!..
أسئلة ممكن توصل بصاحبها لتعميمات سلبية جدا من فرط الإهمال والقسوة والألم ..جمل وأفكار خبيثة تبدأ تزحف لخلايا عقله زى “الطيب مبقاش نافع فى الزمن ده” ..” ليه الناس بتفهم الطيبة ضعف” .. “الناس بتقل من المتسامح” ..
” انا عشان مضمون بيتعمل فيا كده “.. ” اللى بيتنازل بيداس” .. أفكار وتعميمات خطيرة وراها نفوس متسامحة تم تشويها على أيدى مرضى ..أقل ما يُقال عنهم .. أشخاص يستحلوا عفو الحليم .. وما أدراك ما عفو الحليم المتسامح إذا غضب وقرر وقف نزيف التنازلات..
كثرة النماذج دى على أرض الواقع بيطرح تساؤولات زى .. هل من الصح منح شهادة ضمان فى العلاقات؟ .. بمعنى هل صح أُشعر الآخر بضمان وجودى خاصة فى العلاقات الزوجية ؟.. هل صح أكون شخص سهل الإرضاء ؟ هل العفو والتسامح ممكن يُفقد صاحبهم قيمته فى العلاقة ؟.
من واقع خبرة أقل من البسيطة .. بشوف إن شهادات الضمان والتواجد لابد من منحها خاصة فى العلاقات الزوجية بشرط وجود شريك مدرك معنى وقيمة شريكه ومقدر لحجم جهوده لان ببساطه إذا شعر طرف من الأطراف بتهديد وخطر تجاه شريكه فازاى هيشعر بالسكن والمودة.. فلا خير فى شعور أو علاقة لا يخالطها تقدير و آمان .. اذا لم أشعر بالأمان والتقدير تجاه العلاقة فى التواجد وفى الغياب وفى أوقات الخلافات فإيه الفايدة من العلاقة..أصبحت مصدر تهديد ومعاناه فقدت معناها وقيمتها وهدفها..
مثال على كده ..كل شئ غالى وقيّم وصعب الحصول عليه وثمين بنقتنيه له شهادة ضمان أحياناً مدى الحياة وده بيشعرنا بقيمته أكتر ومدى جودته وبيزرع ثقة داخلنا تجاهه وارتباط أكتر بيه ده فى حالة السواء النفسي ..
بالمثل العلاقات كل ما شعر الشريك أن العلاقة منطقة آمنه كل ما تولد بداخله إدراك وإحساس داخلى بيدفعه للحفاظ على المنطقة الآمنة دى فى حياته لانه بيتعامل بشكل سوى نفسياً.. بعيداً عن الإثباتات المعقدة.. مش محتاج يثبت قيمته أو أهميته .. لذلك مفيش شئ غالى ذو قيمة بدون شهادة ضمان ولكن تُقدم بشروط ..أبسطها التقدير العملى .. تقدير لحجم جهودك لصالح العلاقة.. تقدير لعفوك ولين قلبك .. تقدير لآمان منحته لشريك حياتك..
منح شريكك شهادة ضمان لوجودك ودعمك وتشجيعك وعفوك من أقوى الأساسات اللى بتتبنى عليها العلاقات شرط وجود شريك سوى نفسياً .
شهادة الضمان هى المنطقة الآمنة فى العلاقة ..منطقة راحة للشريكين وإستراحة كل طرف على اعتاب الآخر من عبث العلاقات المختلفة ..
شهادة الضمان هى آداة ترميم بيدك لقلب شريك حياتك .. وسهولة التراضى والعفو عن أخطاء شريك واعى سوى مُقدر لقيمه شريكه هى سبيله لشعور الطرفين برفاهية ورقى هذه العلاقة .. والتمسك بها..
لذلك لا تتردد فى منح شهادة ضمان دعم ووجود واحتواء نظير أمان وإحترام وتقدير لكيانك.

معلومة تهمك

تنبيه هام، المنشور يعبر عن رأي الكاتب ويتحمل مسؤوليته، دون ادنى مسؤولية علي الجريدة

تنبيه

احصل على تحديثات في الوقت الفعلي مباشرة على جهازك ، اشترك الآن.

معلومة تهمك

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

%d مدونون معجبون بهذه: