مداعبة رسول الله لأزواجه
مداعبة رسول الله لأزواجه
بقلم / محمـــد الدكـــروري
الحمد لله رب العالمين الملك الحق المبين ونصلي ونسلم ونبارك علي خاتم الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد وعلي آله وأصحابه أجمعين، الذي كان صلي الله عليه وسلم يحمل حاجة أهله ويخصف نعله ويرقع ثوبه ويكنس بيته ويحلب شاته ويقطع اللحم مع أهله، ويقرّب الطعام لضيفه، ويباسط زوّاره ويسأل عن اخبارهم، ويتناوب ركوب الراحلة مع رفيقه، ويلبس الصوف ويأكل الشعير، وربما مشى حافيا، وينام في المسجد، ويركب الحمار، ويردف على الدابة، ويعاون الضعيف ويتفقد السرية، ويكون في آخرهم فيساعد من احتاج، ويرافق الوحيد منهم، فاللهم صلي وسلم وبارك عليك يا سيدي يا رسول الله أما بعد تقول السيدة عائشة رضي الله عنها ” فكان عندنا خزيرة وهو طعام يصنع من دقيق ولحم.
يقطع اللحم صغارا، ويصب عليه الماء، فإذا نضج ذرّ عليه الدقيق فقالت لسودة كلي، فقالت سودة لا أريد، فقالت السيدة عائشة لتأكلن أو لألطخن وجهك، فأبت سودة أن تأكل، فأخذت السيدة عائشة من الخزيرة، ولطخت وجه سودة، والنبي صلى الله عليه وسلم جالس بينهما يضحك، فرفع النبي صلى الله عليه وسلم رجله عن حجر سودة لتأخذ سودة بثأرها من السيدة عائشة” وفي رواية ” أن النبي صلى الله عليه وسلم هـو من أخذ من الخزيرة، ووضعها في يد سودة، وقال لها الطخي وجهها، والنبي صلى الله عليه وسلم يضحك بينهما” فهذا هو نبيكم صلى الله عليه وسلم أيها الناس، الرجل الذي يقود الأمة، ويحمل همّ الدعوة وإصلاح المجتمع، ومع هذا كله لم يمنعه ذلك الضحك والمزاح مع أهل بيته، فأين هذه الأخلاق في بيوت المسلمين اليوم؟
معلومة تهمك
فبعض الرجال تراه خارج البيت يضحك ويمزح مع أصدقائه ومع الناس، لكنه إذا دخل بيته تغيرت شخصيته، فلا تراه إلا متأففا متضجرا، لا يعرف الضحك والابتسامة، مع أن أهله في بيته هم أولى الناس بالبشاشة، والمعاملة الطيبة، كما كان يفعل رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم تأمل كلام السيدة عائشة رضي الله عنها ” كان في مهنة أهله” يعني كان النبي صلى الله عليه وسلم يخدم نفسه، ويخيط ثوبه، ويكنس بيته، ويساعد أهله في ترتيب البيت وتنظيفه، والسؤال الذي يطرح نفسه وهو لماذا كان النبي صلى الله عليه وسلم يفعل ذلك؟ فهل بيته صلى الله عليه وسلم كحجم بيوتنا اليوم؟ وهل السيدة عائشة رضي الله عنها شكت إليه كثرة العمل ومشقته، حتى قام النبي صلى الله عليه وسلم بخدمتها ومعونتها؟
فلقد عاش نبينا الكريم محمد صلى الله عليه وسلم مع زوجته السيدة عائشة رضي الله عنها في حجرة صغيرة، لا تتجاوز مساحتها خطوات معدودات، وكان يمر عليه الشهر والشهران ولا يُوقد في بيته نار، فهل هناك ثمةَ جهد تحتاج معه السيدة عائشة رضي الله عنها إلى معونة النبي صلى الله عليه وسلم؟ كلا وربي، وإنما أراد النبي صلى الله عليه وسلم من خلال مساعدته لأهل بيته أن يوصل رسالة حب إلى قلب زوجته، وأن ينبهَ الأزواج على امتداد العصور أن مساعدة الزوج لزوجته في بيتها تجعل البيوت سعيدة، وعامرة بالحب والمودة والأُلفة، فيا ترى من منا يساعد زوجته في بيتها؟ من يغسل ثيابه بنفسه؟ من يساعد الزوجة في طبخ الطعام، وغسل الأواني؟ من يكنس البيت مشاركة وإعانة لزوجته؟
تنبيه هام، المنشور يعبر عن رأي الكاتب ويتحمل مسؤوليته، دون ادنى مسؤولية علي الجريدة
تنبيه