الدكروري يكتب عن أسباب طمأنينة القلب

طمأنينة القلب

الدكروري يكتب عن أسباب طمأنينة القلب

بقلم / محمـــد الدكـــروري

الحمد لله رب العالمين الملك الحق المبين ونصلي ونسلم ونبارك علي خاتم الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد وعلي آله وأصحابه أجمعين، الذي كان صلي الله عليه وسلم بعد أيام الشدة التي واجهته صلي الله عليه وسلم وأصحابه حيث كان صلي الله عليه وسلم يربط حجرين على بطنه كي يخفف شعوره بالجوع، وكان من تعاونه صلي الله عليه وسلم هو ما حصل في توزيع غنائم الفتوحات، وكانت هذه الغنائم عبارة عن مجموعة كبيرة من الأغنام، فمرّ على الرسول صلي الله عليه وسلم أعرابي ونظر إلى تلك الأغنام بإعجاب فقدمها الرسول صلي الله عليه وسلم للرجل، وفرح الرجل بذلك وأسلم هو وقومه، وكما كان من تعاونه صلي الله عليه وسلم هو ما روي عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه قال.

 

معلومة تهمك

” إنا يوم الخندق نحفر فعرضت كدية وهي قطعة غليظة صلبة لا تعمل فيها الفأس، شديدة فجاءوا النبي صلى الله عليه وسلم فقالوا هذه كدية عرضت في الخندق، فقال صلي الله عليه وسلم أنا نازل، ثم قام وبطنه معصوب بحجر أي مربوط عليه حجر من شدة الجوع، ولبثنا ثلاثة أيام لا نذوق ذواقا، فأخذ النبي صلى الله عليه وسلم المعول، فضرب في الكدية، فعاد كثيبا رملا أي أهيل يسيل ولا يتماسك” كما ذكرت السنة النبوية المُطهرة الكثير من القصص التي ضربت أروع الأمثلة في أن النبي المصطفي محمد صلى الله عليه وسلم كان رحيما بأصحابه، وكان معلما، ومربيا، فهذا أنس بن مالك رضي الله عنه وقد خدم رسول الله صلي الله عليه وسلم عشر سنين، ومع ذلك لم يقل له النبي صلي الله عليه وسلم أف، ولا لم صنعت هذا، ولا ألا صنعت هذا”

 

وهذا النبي صلي الله عليه وسلم القدوة الذي علم أصحابه، ورباهم في المدرسة المحمدية، فاللهم صلي وسلم وبارك علي سيدنا محمد وعلي آله وأصحابه أجمعين، أما بعد فإن من وسائل جلب السعادة هو حضور مجالس الذكر فإن ذلك من أكبر الأسباب لانشراح الصدر وطمأنينة ‏القلب، وزوال الهم والغم، فعاهد الله من الآن على أن لا تغفل عن ذكره، وستجد نتائج سريعة ومبهرة، فيا من شكى الأرق وبكى من الألم وتفجع من الحوادث، ورمته الخطوب، هيا اهتف باسمه المقدس، هل تعلم له سميا، فالله أكبر كل هم ينجلي عن قلب كل مكبر ومهلل، وكذلك فإن من وسائل جلب السعادة هو العمل وملء وقت الفراغ، فيجب أن نعرف أن السعادة ليست بالراحة بل قد تكون المشقة عين السعادة أحيانا، فلو اضطررت لأن ترمي نفسك في بئر، لتنقذ طفلا وقع فيه.

 

ستكون سعيدا على الرغم من كل الجروح والآلام التي تعانيها جراء نزولك في البئر، وقد كان لزين العابدين بن علي ندبا في ظهره لأنه كان يحمل الطعام للفقراء ولا شك أنه كان سعيدا في ذلك، على الرغم من المشقة التي كان يلاقيها وللرافعي رحمه الله تعالى كلام جميل في ذلك بقوله ليست السعادة في الراحة والفراغ ولكنها في التعب والكدح والمشقة حين تتحول أياما إلى راحة وفراغ، وتلك المشقة التي يكابدها العلماء وطلاب العلم أثناء التحصيل العلمي تضفي عليهم السعادة وترفعهم إلى مراتب من النشوة على الرغم مما يعانونه من مشاق كبيرة، ويقول أحد الحكماء إذا أردت أن تعيش سعيدا خالي البال، فكن شجاعا كالأسد, صبورا كالجمل, نشيطا كالنحلة, مبتهجا كالعصفور.

تنبيه هام، المنشور يعبر عن رأي الكاتب ويتحمل مسؤوليته، دون ادنى مسؤولية علي الجريدة

تنبيه

احصل على تحديثات في الوقت الفعلي مباشرة على جهازك ، اشترك الآن.

معلومة تهمك

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

%d مدونون معجبون بهذه: