وفقا للشريعة و القيم !

وفقا للشريعة و القيم !
شعر /دنياس عليلة من قربة نابل
متابعة عبدالله القطاري من تونس

ماء مسنّن من قاع أغوار الزّمن
يتدفّق في هوية الصّحراء
حيث الصّخور المثقبة بالعيون الشّرسة
نخيل بعباءة القبيلة
يظلّل آلهة مكشوفة الوجه
كائنات مجهريّة
تقتات على دماء عربيّة من سلالة الأنبياء
تلتهم بعضها البعض
تنتحب بصفير النّسور وزغروت الإبل

شمس معلّقة فوق الرّؤوس اليانعة
تصلب ضوءها
يستحيل رمحا حارقا في خاصرة الرّمال

خيم متفحّمة
تلقي بظلالها المقدّسة
على أبيض الرّخام
فيسيح دم الحمام…
عشبة خضراء داخل هالة من دخان
تهمس عاليا
إلى باحات الصّمت الخفيّة
حيث الأشجار المنفيًة خلف السّياج
شجرة سرول
مثبتة بأعجوبة
في حوض من بنفسج و حجر
يأكل من أوراقها تيس أعرج
من سلالة هجينة..
يعزّ عليها الانحناء
لترتق لحاف جزئها السّفلي
فتشهد زيجة المعول و النّرجس…

تمدّ من كل غصن يدا
تتحرّش بالسّماء
فتنهرها آلهة المعبد….!

شموس كهربائيّة مبتكرة
عند بوّابة المدينة
تغافلت عن تجفيف مياه بالوعة
طافحة بالأباطيل ….

حارس الحدائق القادم للتوّ
على خطى الأقدام المرتدّة
كان يرعى تلك المياه الآسنة
الملتفّة حول قدميه
كمن يرعى أفعى ناعمة
وفق ما يمليه ناي الفلاة البعيدة…

بينما تنحني الأشجار الوارفة
تحت غزو السّيول الملتويّة …

الأشجار لا تجيد السّجود
كما ينبغي للآلهة المبتسمة على عرش الماء

ليست بالجرأة الكافية
لتقدم استدارة خصرها طوق نجاة
أو تغزل من عري ساقها أشرعة للسّفن
حيث الموج الأحمر المتلاطم على مرافئ
التّهم…!

فيما ريح راقصة فوق الجذوع المبسترة
كانت تعصف بما يكفي
للامتثال ككلّ الإناث
إلى قدر الانحناء
و فقا للشّريعة و القيّم….!!!!

دنياس عليلة /تونس.

17 سبتمبر 2023