الدكروري يكتب عن عطايا الله تعالي للعباد

عطايا الله تعالي للعباد

الدكروري يكتب عن عطايا الله تعالي للعباد
بقلم / محمــــد الدكـــروري

الحمد لله الذي بعث في الناس رسولا يتلو عليهم آياته ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة، أحمدك يا رب على أن اخترت الرسول الكريم ليكون نورا للعالمين، ثم الصلاة والسلام على نبينا محمد الذي كان ضياء للسالكين، وقدوة للناس أجمعين، الذي كان صلى الله عليه وسلم حريصا على تعليم أصحابه فحينما أساء رجل في صلاته فعلمه صفتها، وسُمّي حديثه بحديث المسيء صلاته، وقال صلى الله عليه وسلم ” صلوا كما رأيتموني أصلي ” رواه البخارين وفي حجة الوادع قال صلى الله عليه وسلم ” لتأخذوا مناسككم فإني لا أدري لعلي لا أحج بعد حجتي هذه” رواه مسلم، وقال أبو ذر الغفاري رضي الله عنه ” تركنا رسول الله صلى الله عليه وسلم وما طائر يقلب جناحيه في الهواء إلا وهو يذكرنا منه علما ”

وكان صلى الله عليه وسلم يمزح معهم ولا يقول إلا حقا، فعن أبي هريرة رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال ” إني لا أقول إلا حقا، قال بعض أصحابه فإنك تداعبنا يا رسول الله؟ فقال إني لا أقول إلا حقا ” أحمد، فاللهم صلي وسلم وبارك علي سيدنا محمد وعلي آله وأصحابه أجمعين، أما بعد فإن من عطايا الله عز وجل صاحب النعم والعطايا لنبية المصطفي صلي الله عليه وسلم، أن جعلت له صلى الله عليه وسلم ولأمته الأرض مسجدا وطهورا، وقد اختلف في بيان ما خصص به على الأمم قبله في ذلك فقيل إن الأمم الماضية لم تكن الصلاة تباح لهم إلا في مواضع مخصوصة كالبيع والكنائس، وقيل كانوا لا يصلون إلا فيما تيقنوا طهارته من الأرض وخصصت هذه الأمة بجواز الصلاة في جميع الأرض إلا ما تيقنت نجاسته حكاهما القاضي عياض.

معلومة تهمك

وقال ابن هبيرة يعني أن الله سبحانه أباحه الأرض شرقها وغربها، وأنها جعلت له صلى الله عليه وسلم مسجدا، وهذا مما يدل على كل عاقل أن الله تعالى علم كثرة أمته، وأنه لا يسعهم مسجد ولا جامع فجعل الأرض لهم كلها مسجدا، فأباح الله سبحانه وتعالى الصلاة في كل موضع من الأرض، ثم لما علم الله عز وجل من حرص أمته على الطهور واهتمامهم بصلواتهم، أباحهم البسيطين، الثرى والماء، لطهورهم، فأوجب عليهم الطهارة بالماء إذا وجدوه، والتراب إذا عدموه، وقال ابن حجر قوله “وجعلت لي الأرض مسجدا” أي موضع سجود لا يختص السجود منها بموضع دون غيره ويمكن أن يكون مجازا عن المكان المبني للصلاة وهو من مجاز التشبيه لأنه لما جازت الصلاة في جميعها كانت كالمسجد في ذلك.

قال ابن التين قيل المراد جعلت لي الأرض مسجدا وطهورا وجعلت لغيري مسجدا ولم تجعل له طهورا، لأن نبى الله عيسى عليه السلام كان يسيح في الأرض ويصلي حيث أدركته الصلاة كذا قال، وسبقه إلى ذلك الداودي، وقيل إنما أبيحت لهم في موضع يتيقنون طهارته بخلاف هذه الأمة فأبيح لها في جميع الأرض إلا فيما تيقنوا نجاسته، والأظهر ما قاله الخطابي، وهو أن من قبله إنما أبيحت لهم الصلوات في أماكن مخصوصة كالبيع والصوامع، ويؤيده رواية عمرو بن شعيب بلفظ “وكان من قبلي إنما كانوا يصلون في كنائسهم” وهذا نص في موضع النزاع فثبتت الخصوصية، ويؤيده ما أخرجه البزار من حديث ابن عباس رضى الله عنهما نحو حديث الباب، وفيه “ولم يكن من الأنبياء أحد يصلي حتى يبلغ محرابه”

وقد أحل له صلى الله عليه وسلم الغنائم، وقال الخطابي كان من تقدم على ضربين منهم من لم يؤذن له في الجهاد فلم تكن لهم مغانم، ومنهم من أذن له فيه لكن كانوا إذا غنموا شيئالم يحلّ لهم أن يأكلوه وجاءت نار فأحرقته، قال ابن حجر وقيل المراد أنه خص بالتصرف في الغنيمة يصرفها كيف يشاء، والأول أصوب، وهو أن من مضى لم تحل لهم الغنائم أصلا، وقال ابن هُبيرة هذا يذكره صلى الله عليه وسلم مبينا به فضل أمته، فإنه يعني أن إيمان أمته زاد وصدق إلى أن لا يضره تناول الغنيمة في إخلاصهم في الجهاد، فإن من كان قبلهم إنما كانت الغنائم تأكلها النار من أجل إيمان من تقدم لم يكن في قوة إيمان هذه الأمة إذ الغنائم لا يؤثر تناولها في إخلاصهم في جهادهم وإرادتهم به وجه مولاهم وخالقهم.

تنبيه هام، المنشور يعبر عن رأي الكاتب ويتحمل مسؤوليته، دون ادنى مسؤولية علي الجريدة

تنبيه

احصل على تحديثات في الوقت الفعلي مباشرة على جهازك ، اشترك الآن.

معلومة تهمك

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

%d مدونون معجبون بهذه: