الاقتداء الأمثل بالنبي الأكرم
بقلم/ القاسم محمد جعفر
حينما يهل هلال شهر ربيع الأنور يحتفل المسلمون في مشارق الأرض ومغاربها بمولد خير البرية سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم
وإذا أردنا الاحتفال الأمثل بسيدنا رسول الله صلي الله عليه وسلم علينا أن نقتدي به صلي الله عليه وسلم
نقتدي به في عبادته فسيدنا رسول الله قام الليل حتي تورمت قدماه وحينما قيل له خفف عن نفسك فقد غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر فقال صلي الله عليه وسلم أفلا أكون عبدا شكورا
حتي أن رب العالمين مدح قيامه صلي الله عليه وسلم قال تعالي (إِنَّ رَبَّكَ يَعْلَمُ أَنَّكَ تَقُومُ أَدْنَى مِنْ ثُلُثَيِ اللَّيْلِ وَنِصْفَهُ وَثُلُثَهُ وَطَائِفَةٌ مِنَ الَّذِينَ مَعَكَ)
وقيام الليل له فضل كبير وشرف المؤمن قيامه بالليل يدعوا الله تبارك وتعالي
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ: ( قَالَ لِي جَبْرَائِيلُ: يَا مُحَمَّدُ: (أَحِبَّ مَنْ شِئْتَ فَإِنَّكَ مُفَارِقُهُ وَاعْمَلْ مَا شِئْتَ فَإِنَّكَ ملُاَقِيهِ وَعِشْ كَمْ شِئْتَ فَإِنَّكَ مَيِّت )
وقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (رَحِمَ اللَّهُ رَجُلًا قَامَ مِنَ اللَّيْلِ فَصَلَّى، وَأَيْقَظَ امْرَأَتَهُ فَإِنْ أَبَتْ نَضَحَ فِي وَجْهِهَا الْمَاءَ رَحِمَ اللَّهُ امْرَأَةً قَامَتْ مِنَ اللَّيْلِ فَصَلَّتْ وَأَيْقَظَتْ زَوْجَهَا فَإِنْ أَبَى نَضَحَتْ فِي وَجْهِهِ الْمَاءَ)
وقيام الليل سنة مرغب فيها وقال كثير من الفقهاء أن قيام الليل يأتي في المرتبة الأولي بعد الصلوات المكتوبة
وقد رغب سيدنا رسول الله صلي الله عليه وسلم في قيام الليل وذم الذي لا يصلي من الليل ركعات تكون له قربة عند الله تعالي
فعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَلَامٍ قَالَ: لَمَّا قَدِمَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْمَدِينَةَ انْجَفَلَ النَّاسُ إِلَيْهِ وَقِيلَ: قَدِمَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَجِئْتُ فِي النَّاسِ لِأَنْظُرَ إِلَيْهِ فَلَمَّا اسْتَبَنْتُ وَجْهَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَرَفْتُ أَنَّ وَجْهَهُ لَيْسَ بِوَجْهِ كَذَّابٍ فَكَانَ أَوَّلَ شَيْءٍ تَكَلَّمَ بِهِ أَنْ قَالَ: (يَا أَيُّهَا النَّاسُ أَفْشُوا السَّلَامَ وَأَطْعِمُوا الطَّعَامَ وَصَلُّوا بِاللَّيْلِ وَالنَّاسُ نِيَامٌ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ بِسَلَامٍ)
وأعلم ايها القارئ الكريم بأن وقت قيام الليل يبدأ من أول الليل إلي صلاة الفجر وأفضل أوقات الليل وقت السحر وهو الثلث الأخير من الليل لأنه وقت الفتوحات والتجليات
فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: (يَنْزِلُ رَبُّنَا عَزَّ وَجَلَّ كُلَّ لَيْلَةٍ إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا حِينَ يَبْقَى ثُلُثُ اللَّيْلِ، فَيَقُولُ: مَنْ يَدْعُونِي فَأَسْتَجِيبَ لَهُ؟ مَنْ يَسْأَلُنِي فَأُعْطِيَهُ؟ مَنْ يَسْتَغْفِرُنِي فَأَغْفِرَ لَهُ؟ )
فما احوجنا أن نقتدي بالنبي صلي الله عليه وسلم في عبادته وأن نعرض أنفسنا لنفحات الله تعالي فعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (افْعَلُوا الْخَيْرَ دَهْرَكُمْ وَتَعَرَّضُوا لِنَفَحَاتِ رَحْمَةِ اللهِ فَإِنَّ لِلَّهِ نَفَحَاتٍ مِنْ رَحْمَتِهِ يُصِيبُ بِهَا مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَسَلُوا اللهَ أَنْ يَسْتُرَ عَوْرَاتِكُمْ وَأَنْ يُؤَمِّنَ رَوْعَاتِكُمْ)
اللهم آمين وإلى لقاء قادم إن شاء الله تعالى وصلى الله علي سيدنا محمد وآله وصحبه أجمعين
تنبيه هام، المنشور يعبر عن رأي الكاتب ويتحمل مسؤوليته، دون ادنى مسؤولية علي الجريدة
تنبيه