الدكروري يكتب عن الإنسان مع أكبر الجهادين
بقلم / محمـــد الدكـــروري
الحمد لله الأحد الواحد وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وهو المستعان على ما نرى ونشاهد ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم وقد عظم البلاء وقلّ المساعد، وحسبنا الله ونعم الوكيل وقد عظم الخطب والكرب زائد، وأشهد أن نبينا محمدا عبد الله ورسوله أفضل أسوة وأكرم مجاهد، صلى الله عليه وعلى آله أولي المكارم والمحامد، وصحبه السادة الأماجد والتابعين ومن تبعهم بأحسن السبل وأصح العقائد، وسلم تسليما كثيرا، لقد وصف الله تعالي نفسه بصفة الرحمة في آيات كثيرة في القرآن الكريم ووصف نبيه صلى الله عليه وسلم صفة الرحمة في جملة من الأحاديث، فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ” لما قضى الله الخلق كتب في كتابه فهو عنده فوق العرش إن رحمتي غلبت غضبي ” رواه البخاري ومسلم.
معلومة تهمك
وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول “جعل الله الرحمة في مائة جزء فأمسك عنده تسعة وتسعين جزءا وأنزل في الأرض جزءا واحدا فمن ذلك الجزء يتراحم الخلق حتى ترفع الفرس حافرها عن ولدها خشية أن تصيبه” رواه البخاري، وعن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنه قال ” قدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم بسبي فإذا امرأة من السبي تبتغي إذا وجدت صبيا في السبي أخذته فألصقته ببطنها وأرضعته فقال لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ” أترون هذه المرأة طارحة ولدها في النار ؟ قلنا لا والله وهي تقدر على أن تطرحه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ” لله أرحم بعباده من هذه بولدها” رواه مسلم، فاللهم صلي وسلم وبارك علي سيدنا محمد وعلي آله وأصحابه اجمعين وسلم تسليما كبيرا أما بعد.
فإن الله تعالي وعدنا بنصره إن كنا مؤمنين ونصرنا دينه ورفعنا رايته، فالمسلم يوقن بأن الله ناصره وناصر دينه مهما طال الزمن، ومهما قويت شوكة الباطل، فقال تعالى فى سورة الأنبياء ” ولقد كتبنا فى الزبور من بعد الذكر أن الأرض يرثها عبادى الصالحون” ويقول صلى الله عليه وسلم “بشر هذه الأمة بالسناء” أي ارتفاع المنزلة والقدر”والدين” هو الإِسلام، والمراد بشرهم بأنهم يثبتون عليه وأنه لا يزيده الله إلا قوة وأنه يظهره على الدين كله كما وقع ذلك، فإن تحقيق الإيمان والعمل الصالح لدى أفراد الأمة إنما يكون بالدعوة إلى الله عز وجل تصفية وتربية، على أيدي العلماء الربانيين الذين هم اتباع سيد المرسلين صلى الله عليه وسلم، فقال تعالى فى سورة يوسف ” قل هذه سبيلى أدعوا إلى الله على بصيرة أنا ومن اتبعنى وسبحان الله وما أنا من المشركين”
وقال ابن القيم رحمه الله فسبيله وسبيل أتباعه الدعوة إِلى الله فمن لم يدع إِلى الله فليس على سبيله، وقال تعالى فى سورة النحل ” ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتى هى أحسن” وقال تعالى فى سورة الفرقان ” فلا تطع الكافرين وجاهدهم به جهادا كبيرا” وقال ابن القيم فهذا جهاد بالقرآن وهو أكبر الجهادين، فأوصيكم أيها الناس ونفسي بتقوى الله فاتقوا الله رحمكم الله فالتقوى حياة في القلب، ويقين بالغيب وحالة في النفس تتبين منها اتجاهات الأعمال، وتتوجه بها المشاعر الباطنية والتصرفات الظاهرية، ويتصل بها العبد بربه سرا وعلانية فمن تأمّل خطوب الأيام استغنى عن خطب الأنام، ومن سلك مسالك الاعتبار، أضاءت له مصابيح الاستبصار، فتأملوا رحمكم الله في دروب المسير، وتذكروا أين المصير، وبادروا قبل هجوم الفاقرة، وشمّروا لعمل الآخرة.
تنبيه هام، المنشور يعبر عن رأي الكاتب ويتحمل مسؤوليته، دون ادنى مسؤولية علي الجريدة
تنبيه