الهادي قدوتنا

الهادي قدوتنا

كتبته : وجدان عوض
الباحثة في علم النفس والدراسات الإسلامية

منذ نعومة أظافرنا ونحن صغار نبحث عن شخص نقلده ونحاكيه في تصرفاته وأفعاله، حيث يحتاج كل منا الى قدوة يقتدي بها ويتأثر بها ويتابعها عن كثب، قد تكون هذه القدوة حسنة أو سيئة ولكن يحتاج الجميع إلى وجود شخصية إيجابية وناجحة للاستفادة من تجربتها في الحياة.

 

معلومة تهمك

ويقول علماء علم النفس عن أهمية القدوة الحسنة تكمن في العملية التربوية للأسباب التالية:
– إن القدوة الحسنة بيثير في نفس العاقل قدرا كبيرا من الاستحسان ويحاول تقليد ما استحسنه واعجب به .

  • إن القدوة الحسنة تعطي الآخرين قناعة بان بلوغ هذه الفضائل من الأمور الممكنة .
  • إن مستويات الفهم للكلام عند الناس تتفاوت ولكن الجميع يتساوى أمام الرؤية بالعين المجردة لمثال حي.
    ولا يمكن أن يكون المجتمع سويا إذا سار كل منا وفق نظمه وسلوكياتهم الخاصة بل يجب أن يكون لدينا جميعا مثل أعلى يحتذى ويقتدى به ، و اليوم أصبح الكثيرين يقتدون بشخصيات معينة ويتابعون أخبارهم وخاصة بعد الانفتاح الهائل في عالم السوشيال ميديا و وسائل التواصل الاجتماعية.وقد يضل البعض في اختيار قدوته ويري بعد فترة أنه أساء الاختيار ، أو منا من يظل يبحث ولا يجد قدوة يسير على خطاها ، ولماذا نحتار ونسير بغير هدي وقد خلقنا الله وأرسل لنا أنبياء ورسل لهدايتنا للطريق القويم .

 

فقد ذكر الله تعالى في القرآن الكريم الأنبياء باعتبارهم نماذج بشرية راقية، تمثل الكمال البشري في الحياة الدنيا، وجعلها قدوة ومنارة للناس، ف أمر سبحانه وتعالىي الاقتداء بها، فقال تعالى: (أُولَئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ قُلْ لَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرَى لِلْعَالَمِينَ) . لما يتوفر عليه هؤلاء الأنبياء والصالحون من مقومات وأسس القدوة الحسنة.

ونحن كمسلمين قدوتنا هو الهادي محمد صلى الله عليه وسلم والاقتداء بالنبي فرض عين على كل مسلم ، وهذه الفرضيه لا تكون لأي زعيم ،أو مفكر، أو شخصية عامة في المجتمعات الأخرى، أما المجتمع الإسلامي فقد حث الله تعالى في كتابه الكريم على الإقتداء والتأسي بنبينا محمد صلى الله عليه وسلم خاصة بقوله: (لَّقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا) .

ولأن الرسول خير مرشد ومعلم حاملا كافة الصفات الحسنة والأخلاق القويمة فقد قال تعالى:
﴿ وَإِنَّكَ لَعَلَىٰ خُلُقٍ عَظِيمٍ﴾، وزكى دعوته صلى الله عليه وسلم فقال تعالى: (وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَىٰ صِرَاطٍ مُّسْتَقِيم) .
وقال تعالى أمرا المسلمين: ” وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا ۚ ”

وقال تعالى أيضا في كتابه الكريم : “قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ ”
أي أن الله سبحانه لن يرضى عن عباده إلا من اتبع النبي ، فهؤلاء من ينالون محبة الله ورضوانه.

وقال ابن حزمٍ: مَنْ أراد خيرَ الآخرة، وحكمة الدنيا، وعدل السيرة، والاحتواء على محاسن الأخلاق كلها، واستحقاق الفضائل بأسرها، فليقتدِ بمحمد رسول الله صلى الله عليه وسلم، وليستعمل أخلاقه، وسيره ما أمكنه، وكان النبي صلى الله عليه وسلم إذا أمر بشيء عمل به أولًا، وإذا نهى عن شيء كان أول المنتهين عنه.
قال ابن حجر في كتابه الإصابة: قال الجلندى: “لقد دَلَّنِي على هذا النبي الأمي أنه لا يأمر بخير إلا كان أول آخذ به، ولا ينهى عن شر إلا كان أول تارك له، وأنه يغلب فلا يبطر، ويغلب فلا يهجر لا يتلفظ بقبيح، وأنه يفي بالعهد وينجز الوعد، وأشهد أنه نبي”.

ولما سئلت عائشة رضي الله عنها عن خلقه صلى الله عليه وسلم قالت: “كان خلقه القرآن ”
وفي رواية للبخاري قالت : “كان خلقه القرآن يرضى لرضاه ويسخط لسخطه ”
فجميع ما في القرآن الكريم من أخلاق وآداب وفضائل ومكارم متمثلة في شخصيته وحياته صلى الله عليه وسلم، فقد تأدب بآدابه وتخلق بخلقه .

ففي مولد الهادي نشهد الله أنه نبينا وسيدنا وحبيبنا وأننا نهتدي بهداه وتقتدي به ونسير على خطاه
فاللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى اله وصحبه وسلم تسليما كثيرا.

الهادي قدوتنا

تنبيه هام، المنشور يعبر عن رأي الكاتب ويتحمل مسؤوليته، دون ادنى مسؤولية علي الجريدة

تنبيه

احصل على تحديثات في الوقت الفعلي مباشرة على جهازك ، اشترك الآن.

معلومة تهمك

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

%d مدونون معجبون بهذه: