الدكروري يكتب عن أشد أعداء الإسلام مع رسول الله
بقلم / محمـــد الدكـــروري
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، إنه من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، فهذا هو هدي النبي صلي الله عليه وسلم الذي وصفه الله تبارك وتعالى بذلك بقوله ” بالمؤمنين رؤوف رحيم ” هذا وزد على ذلك معجزاته وأسراره وما خصه الله به من بين الأنبياء وتفضيله على جميع الرسل مع المكانة العالية له يوم القيامة إذ هو صاحب الشفاعة العظمى في ذلك اليوم العظيم وهو صلى الله عليه وسلم سيد ولد آدم كلهم كما روى الترمذي أنه صلى الله عليه وسلم قال “أنا سيد ولد آدم القيامة ولا فخر” وهو صلي الله عليه وسلم أول داخل إلى الجنة وهو صاحب المقام المحمود.
والدرجة الرفيعة والوسلية والفضيلة يوم القيامة، وأمته خير الأمم وأكثر الأمم أتقياء وفقهاء وعلماء وشهداء، والصلاة والسلام عليه أمر يحبه الله وشرعه الله في القرءان بقوله تعالي ” إن الله وملائكته يصلون على النبي يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما” فهو وسيلتنا إلى الله وهو شفيع المذنبين بإذن الله وهو صلى الله عليه وسلم النور وهو البركة العظمى حيا وميتا فقبره مقصد الزائرين وموضع البركات فهناك تذرف دموعهم شوقا إليه صلي الله عليه وسلم، فاللهم صلي وسلم وبارك علي سيدنا محمد وعلي آل محمد الطيبين المخلصين الطاهرين وأصحابه الغر الميامين رضي الله عنهم بإحسان إلي يوم الدين، أما بعد هذا رجل من أعظم شهداء المسلمين، رضي الله عنه وعن الصحابة أجمعين.
وهو فضالة بن عمير، وكان فضالة بن عمير من أشد أعداء الرسول صلى الله عليه وسلم، وهذا الرجل من شدة عدائه للرسول صلى الله عليه وسلم، قرر أن يقتل الرسول صلى الله عليه وسلم، في وقت الفتح، والرسول صلى الله عليه وسلم، في وسط هذا الجيش الكبير وهوعشرة آلاف من الصحابة رضوان الله عليهم، وإذا قتل فضالة بن عمير الرسول صلى الله عليه وسلم، فلا شك أنه مقتول، ومع ذلك ضحَّى بنفسه ليقتل الرسول صلى الله عليه وسلم، فمر بجوار الرسول صلى الله عليه وسلم، وهو يطوف بالبيت، فلما دنا من الرسول صلى الله عليه وسلم، وهو يحمل السيف تحت ملابسه، قال له رسول الله صلى الله عليه وسلم ” فضالة” قال نعم، فضالة يا رسول الله، وكان يدعى الإسلام في ذلك الوقت.
فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم ” ماذا كنت تحدث به نفسك” قال لا شيء، كنت أذكر الله، فضحك الرسول صلى الله عليه وسلم، وقال ” استغفر الله ” ثم وضع يده على صدر فضالة فسكن قلبه، فكان فضالة يقول والله ما رفع يده عن صدرى حتى ما من خلق الله شيء أحب إليَّ منه صلى الله عليه وسلم، وأسلم فضالة، بل حسن إسلامه من أول لحظة من لحظات إسلامه، ولا نقول من أول يوم، ولكن من أول لحظة، حتى إنه عاد من عند الرسول صلى الله عليه وسلم، إلى أهله، فمر بامرأة كان يتحدث إليها في الجاهلية، فقالت له المرأة هلمَّ إلى الحديث، فقال لا، يأبى عليك الله والإسلام.
تنبيه هام، المنشور يعبر عن رأي الكاتب ويتحمل مسؤوليته، دون ادنى مسؤولية علي الجريدة
تنبيه