الدكروري يكتب عن الهداية إلي توحيد الله

التوحيد

الدكروري يكتب عن الهداية إلي توحيد الله
بقلم / محمـــد الدكـــروري
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، إنه من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، الذي كان صلى الله عليه وسلم يمازح أصحابه ويخالطهم ويحادثهم ويداعب صبيانهم ويجالسهم في حجره، ويجيب دعوة الحر والعبد والأمة والمسكين، ويعود المرضى في أقصى المدينة ويقبل عذر المعتذر ويبدأ من لقيه بالسلام ويبدأ صلى الله عليه وسلم أصحابه بالمصاحفة، وكان صلى الله عليه وسلم أكثر الناس تبسما وأطيبهم نفسا ما لم ينزل عليه قرءان أو يعظ أو يخطب، وقال عبد الله بن الحارث ما رأيت أحدا أكثر تبسما من رسول الله صلى الله عليه وسلم وعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال.
” كان خدم المدينة يأتون فيها الماء فيغمس يده فيها للتبرك، وكل هذا غيض كم فيض من الشمائل مما لا يستطاع حصره، وحسبك في ذلك حسن عشرته لأهل بيته وأزواجه اللواتي ما شكت الواحدة منهن بل كن يروين عنه فضائل الأخلاق ومحاسن العشرة وكثرة الرحمة والشفقة، فاللهم صلي وسلم وبارك علي سيدنا محمد وعلي آل محمد الطيبين المخلصين الطاهرين وأصحابه الغر الميامين رضي الله عنهم بإحسان إلي يوم الدين، أما بعد فإن التوحيد من أعظم أسباب الهداية فمن وحد الله هدى، فإن من عرف الله تعالى بأسمائه وصفاته أحبه ورجاه وخافه واتقاه وعمل على عبادته وتعظيمه وخشيته وهذه هي الهداية، ومن هدى الله قلبه سجد سجدته بين يديه إلى يوم يلقاه لا ينفك ينتقل من طاعة إلى طاعة لما ذاق من حلاوة السجود، بين يديه عز وجل”
وصدق من قال “إن في الدنيا جنة من لم يدخلها لن يدخل جنة الآخرة” يعني القرب من الله وتذوق نعيم وحلاوة عبادته فالتوحيد أعظم أسباب الهداية، وأيضا الاعتصام بالله ودعاؤه ورجاؤه على الدوام، ولذلك دعانا الله إلى سؤاله وحثنا على التضرع إليه أن يهدينا إلى الصراط المستقيم، كما ندعو في الفاتحة، وهو كما قال علي ابن أبي طالب الصراط المستقيم القرآن، وقال ابن عباس رضى الله عنهما الصراط المستقيم هو الإسلام، وقال ابن الحنفية، الصراط المستقيم هو دين الله الذي لا يقبل غيره أبدا، فحاجة العبد إلى سؤاله الهداية، وطلبها من مولاه أعظم من حاجته إلى الطعام والشراب والهواء، لذا لم يقل الله تعالى في الفاتحة اهدنا النصر المبين، ولا اهدنا الرزق الكثير ولكن قال ربنا ” اهدنا الصراط المستقيم”
لأن هذه الهداية فيها فلاح وصلاح الدنيا والآخرة فاللذة والسعادة كلها فى هداية الله لنا للإسلام والعمل بطاعته وفى طاعته فمن كان من أهل الهدى كان سعيدا قبل الموت وبعده، ولهذا كان سؤال الهداية أعظم الأدعية.

تنبيه هام، المنشور يعبر عن رأي الكاتب ويتحمل مسؤوليته، دون ادنى مسؤولية علي الجريدة

تنبيه

احصل على تحديثات في الوقت الفعلي مباشرة على جهازك ، اشترك الآن.

معلومة تهمك

تعليق 1
  1. […] الدكروري يكتب عن الهداية إلي توحيد الله […]

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

%d مدونون معجبون بهذه: