الدكروري يكتب عن معاهدة الله تعالي على الإستقامة

الإستقامة

الدكروري يكتب عن معاهدة الله تعالي على الإستقامة
بقلم / محمـــد الدكـــروري
الحمد لله الذي كان بعباده خبيرا بصيرا، وتبارك الذي جعل في السماء بروجا وجعل فيها سراجا وقمرا منيرا، واللهم صلي وسلم وبارك علي سيدنا محمد وعلي آله وأصحابه اجمعين وسلم تسليما كبيرا، الذي كان من رحمته صلي الله عليه وسلم هو رحمته علي العاصين من امته، حيث كانت بنو إسرائيل إذا أصاب أحدهم ذنبا يكتب ذنبه على باب داره، وتكتب معه كفارته، فيا لها من فضيحة اما امته صلى الله عليه وسلم اكرمها بالستر، فقال صلى الله عليه وسلم لهذا الرجل الذي جاء ليخبره بأن فلانا قد زنى ” لو كنت سترته بثوبك كان خيرا لك ” وايضا كان إذا أصاب النجس ثوب أحدهم قرضه بالمقراض، فلا يطهر إلا بذلك، هذه هي طريقة تطهير النجاسات في حقهم كما ورد في البخاري من حديث أبي موسى الأشعري رضي الله عنه كان يشدد في البول.
ويقول ” إن بني إسرائيل كان إذا أصاب ثوب أحدهم قرضه” فهذه هي طريقة تطهير النجاسات في حقهم، أما نحن أمة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم فنكتفي بغسله بالماء فيكون طاهرا، فيا أيها الناس إن أحدنا لا يعلم متى تكون نهايته ومتى تأتيه تلك اللحظة؟ فهلموا لنعاهد الله تعالي أن نحرص على الاستقامة وعلى طاعة الله، وهلموا لنجعلها توبة نصوحا مما أسرفنا به على أنفسنا، واستعدادا لتلك اللحظة الرهيبة، أيها الناس نبهوا زوجاتكم وأولادكم قواعد البيوت إلى خطر سوء الخاتمة ووجهوهن أن يحرصن على حسن الختام، ودلوهن إلى طريق ذلك وأسبابه خوفهن من سوء الخاتمة وأعلموهن أن الأعمال بالخواتيم، فإنه كما توجد أسواق لتجارة الدنيا بين الخلائق فإنه توجد أيضا أسواق للآخرة للتجارة مع الله عز وجل.
وإن أول هذه الأسواق المساجد التي هي أحب البقاع إلى الله تعالى، ورواد تلك المساجد هم تجارها، يتاجرون مع الله سبحانه و تعالى، فماذا ترجو من المشي إلى الصلاة في المساجد أيها المصلون فهنيئا لكم تلك الخطوات، وهنيئا لكم رفع الدرجات، وهنيئا لكم محو السيئات، وهنيئا لكم ما اعد لكم من جزاء، فعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال “ألا أدلكم على ما يمحو الله به الخطايا، ويرفع به الدرجات؟ قالوا بلى يا رسول الله، قال “إسباغ الوضوء على المكاره وكثرة الخطى إلى المساجد، وانتظار الصلاة بعد الصلاة، فذلكم الرباط، فذلكم الرباط” فماذا ترجو من إدراك تكبيرة الإحرام مع الإمام، ما أربحها من أسواق ترفع قدر روادها وتمنحهم شهادة ضمان لدخول جنة الرحمن، ما اربحها من تجارة مكسبها يراءيان من النار ومن النفاق.
فعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال “من صلى لله أربعين يوما في جماعة، يدرك التكبيرة الأولى، كتب له براءتان، براءة من النار، وبراءة من النفاق” وإن سوق الأعمال الصالحة أفضل سوق تزود منها المرء ولكن الكثيرين لاهين عن دخول هذه السوق بل تراهم منصرفين دائما إلى تلك السوق الزائفة سوق التجارة الزائفة، فترى الناس مشغولين ببضائع التجارة الفانية، والكل يحلم بالربح الزائل، ولو فكر العاقل لعلم أن من الحزم أن يكون من المبادرين إلى سوق التجارة الرابحة، وإن المعنى هو ألا أنبئكم بما هو خير لكم من بذل أموالكم ونفوسكم قالوا وماذا قال “ذكر الله” لأن جمع العبادات من الإنفاق ومقاتلة العدو وغيرهما ومسائل ووسائط يتقرب بها إلى الله تعالي.

تنبيه هام، المنشور يعبر عن رأي الكاتب ويتحمل مسؤوليته، دون ادنى مسؤولية علي الجريدة

تنبيه

احصل على تحديثات في الوقت الفعلي مباشرة على جهازك ، اشترك الآن.

معلومة تهمك

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

%d مدونون معجبون بهذه: