عمر يخشى من النفاق
عمر يخشى من النفاق
بقلم دكتور: محمد عرفه
إعلم أخي الحبيب أن العمر أيام معدودة وسنين محدودة فكن صادق مع الله ومع نفسك انظر بعد إثبات النفاق لعبدالله بن أبي إبن سلول وكان قد سب النبي صلى الله عليه وسلم وطعن في ام المؤمنين عائشة واتهمها بالزنا وهي أطهر من ماء السحاب وقال لن يدخل محمد المدينة إلا ذليلا وأنا العزيز فنزل القرآن الكريم مكذبا عبد الله بن أبي بن سلول”يقولون لئن رجعنا إلى المدينة ليخرجن الأعز منها الأزل ولله العزة ولرسوله وللمؤمنين ولكن المنافقين لا يعلمون ” وكان له ولد يسمى عبد الله بن عبد الله بن أبي بن سلول كان أبوه منافقا وكان الولد من أشد المحبين لرسول الله صلى الله عليه فلما مرض أباه استأذن رسول الله صلى الله عليه أن يعفو عنه وان يعطيه قميصه وان يصلي عليه ويدعوا له على قبره فنزل القرآن الكريم معاتبا لرسول الله صلى الله عليه وسلم موافقا رأي عمر بن الخطاب ولا تصلي على أحد منهم مات أبدا ولا تقم على قبره فنادي الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم حذيفة بن اليمان واملاه خمسة عشر اسما من المنافقين لا يصلي عليهم انظر عندما طُعِن سيدنا عمر رضي الله عنه سأل من الذي طعنني قالوا أبو لؤلؤة المجوسي قال الحمد لله الذي لم يجعل قتلي على يد رجل مسلم سجد لله سجدة واحدة يحتج بها على فأتوا بالحليب فشربه فخرج الحليب من خاصرته فقال له الطبيب: أوصِ يا أمير المؤمنين فإنك لن تعيش .
فنادى ابنه عبدالله وقال له :
ائتني بحذيفة بن اليمان .
وجاء حذيفة وهو الصحابي الذي أعطاه الرسول صلى الله عليه وسلم أسماء المنافقين ولا يعرفهم إلا الله ورسوله وحذيفة
وقال عمر و الدماء تجري من خاصرته: يا حذيفة بن اليمان أناشدك الله هل تجد اسمي بين اسماء المنافقين. وهو ثاني الخلفاء الراشدين واحد المبشرين بالجنة ويخشي على نفسه من النفاق
فسكت حذيفة ودمعت عيناه وقال ائتمنني على سر لا أستطيع أن أقوله يا عمر
قال بالله عليك قل لي هل قال رسول الله اسمي
بينهم. فبكى حذيفة فقال :
أقول لك ولا أقولها لغيرك والله ما ذكر اسمك عندي . كيف وانت أحد العشرة المبشرين بالجنة
فقال عمر لإبنه عبدالله:
بقي لي من الدنيا أمر واحد
فقال له: ما هو يا أبتاه
قال انطلق إلى عائشة أم المؤمنين فقل يقرأ عليك عمر السلام ولا تقل أمير المؤمنين فإني لست اليوم للمؤمنين أميرًا وقل يستأذن عمر بن الخطاب أن يدفن مع صاحبيه فسلم واستأذن ثم دخل عليها فوجدها قاعدة تبكي: فقال يقرأ عليك عمر بن الخطاب السلام ويستأذن أن يدفن مع صاحبيه.
فقالت كنت أريده لنفسي ولأوثرن به اليوم على
نفسي فعاد عبدالله فرحأ وقال
يا ابتاه قد أذنت ثم رأى خد عمر على التراب فجلس عبدالله ووضع خده على فخده فنظر إلى ابنه وقال له لم تمنع خدي من التراب.
قال : يا ابتاه
قال : ضع خد ابيك على التراب لعل الله ينظر إلى فيرحمني فويل عمر ان لم يغفر له ربه غدا
استشهد عمر بعد أن أوصى ابنه فقال ان حملتني وصليت عليّ في مسجد رسول الله فأنظر إلى حذيفة فقد يكون راعني في القول فإن صلى عليّ حذيفة فاحملني باتجاه بيت
رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم قف على الباب فقل يا أماه ولدك عمر ولا تقل أمير المؤمنين فقد تكون استحيت مني فأذنت لي فإن لم تأذن فادفني في مقابر المسلمين.
فحمله ونظر في المسجد فجاء حذيفة وصلى
عليه فاستبشر بن عمر وحمله إلى بيت عائشة فقال يا أمنا ولدك عمر في الباب هل تأذنين له
فقالت ادخلوه فدفن أمير المؤمنين عمر بجوار رسول الله وصاحبه أبو بكر. ملأ الارض عدلا وخاف الله خوفا شديدا فاللهم إجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه واهدنا إلى صراط مستقيم طبتم وطاب ممشاكم وتبوأتم من الجنة منزلا ودائماً نلتقي على الخير.
معلومة تهمك
تنبيه هام، المنشور يعبر عن رأي الكاتب ويتحمل مسؤوليته، دون ادنى مسؤولية علي الجريدة
تنبيه