الدكروري يكتب عن ضعف العلاقات الأسرية

العلاقات الاسرية

الدكروري يكتب عن ضعف العلاقات الأسرية
بقلم / محمـــد الدكـــروري
بسم الله الرحمن الرحيم والحمد لله رب العالمين، وأصلي وأسلم على المبعوث رحمة للعالمين، سيدنا ونبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين الذي يصفه الواصفون بأنه كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ربعة، ليس بالطويل ولا بالقصير، أزهر اللون أي أبيض بياضا مشربا بحمرة، أشعر، أدعج العينين، أي شديد سوادهما، أجرد أي لا يغطي الشعر صدره وبطنه، ذو مسربه، أي له شعر يكون في وسط الصدر والبطن، وكان صلى الله عليه وسلم أجود الناس، وأصدقهم لهجة، وألينهم طبعا وأكرمهم عشرة، حيث قال تعالى ” وإنك لعلي خلق عظيم ” وكان صلى الله عليه وسلم أشجع الناس وأعف الناس وأكثرهم تواضعا، وكان صلى الله عليه وسلم أشد حياء من العذراء في خدرها، يقبل الهدية ويكافئ عليها، ولا يقبل الصدقة ولا يأكلها، ولا يغضب لنفسه، وإنما يغضب لربه.
وكان صلى الله عليه وسلم يأكل ما وجد، ولا يد ما حضر، ولا يتكلف ما لم يحضره، وكان لا يأكل متكئا ولا على خوان، وكان يمر به الهلال ثم الهلال ثم الهلال، وما يوقد في أبياته صلى الله عليه وسلم نار، وكان صلى الله عليه وسلم يجالس الفقراء والمساكين ويعود المرضى ويمشي في الجنائز، فاللهم صلي وسلم وبارك علي سيدنا محمد وعلي آل محمد الطيبين المخلصين الطاهرين وأصحابه الغر الميامين رضي الله عنهم بإحسان إلي يوم الدين، أما بعد فإنه يجب أن يكون النظر إلى المخطوبة بلا خلوة، لأن الخلوة بالأجنبية حرام، كما دلت على ذلك الأحاديث عن النبي صلى الله عليه وسلم فإن لم يتمكن الخاطب من رؤية مخطوبته بعث إليها إحدى النساء الثقات لتتأملها ثم تصفها له، وإن كان جادا وراغبا فعلا بالزواج منها، وإلا فلا يجوز للمرأة أن تصف امرأة لرجل لا تحل له.
ما لم يكن راغبا في الزواج منها، وكما ينبغي على الزوج أن يسأل عن حال الزوجة وأهل بيتها، فلا يتزوجها إلا برضى تام من الطرفين، حتى لا يحصل تعد بعد ذلك أو ظلم أو تفريط في حقوقها، وعليه أن يحرص كل الحرص على البيوت التي عُرف عن أهلها تمسكهم بالدين والأخلاق الحميدة، حتى ينشأ بينهما أولادا صالحين بإذن الله تعالى، ولقد فرض الله عز وجل على الأزواج حقوقا تجاه زوجاتهم، فمن حفظها وحافظ عليها وأداها على وجهها ، فقد حفظ وصية النبي صلى الله عليه وسلم في أهله ، حيث قال صلى الله عليه وسلم ” استوصوا بالنساء خيرا” متفق عليه، فمن حفظ هذه الحقوق، وحافظ عليها، وأدى الذي عليه فيها كان من خيار عباد الله المؤمنين، فقد قال صلى الله عليه وسلم ” خيركم خيركم لأهله، وأنا خيركم لأهلي ” رواه ابن حبان.
وحتى تتحقق النظرة الشمولية التكاملية في الإسلام فمن المهم إدراك العلاقات الترابطية وتجاوز الرؤية السطحية والتجزيئية للأشياء، بحيث ترى المربية الفاضلة والمعلمة الكريمة الشيء مؤثرا ومتأثرا، وسببا ومسببا في آن واحد، فسلوك البنت أو الطالبة المنحرف وسوء أخلاقها قد يكون نتيجة سوء علاقتها مع أسرتها وزميلاتها، وقد يكون نتيجة تقصيرها في تحصيلها الدراسي، وفي الوقت نفسه قد يظهر أن سوء أخلاقها وانحرافها سبب لضعف علاقتها الأسرية كما أنه يدفع بالطالبة نحو التقصير في دراستها أكثر فأكثر، وفقد المعلمة للرؤية الترابطية يجعلها تعالج عوارض المرض دون انتباه للأسباب المسببة له، والتي قد تنتجه من جديد، كما أن ذلك يؤدي إلى اختلاط الأمر والحصول على نتائج ضئيلة لا تتناسب مع الجهود المبذولة في الإصلاح.

تنبيه هام، المنشور يعبر عن رأي الكاتب ويتحمل مسؤوليته، دون ادنى مسؤولية علي الجريدة

تنبيه

احصل على تحديثات في الوقت الفعلي مباشرة على جهازك ، اشترك الآن.

معلومة تهمك

تعليق 1
  1. […] الدكروري يكتب عن ضعف العلاقات الأسرية […]

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

%d مدونون معجبون بهذه: