الأسرة والوظيفة الإقتصادية

الأسرة والوظيفة الإقتصادية
بقلم / محمـــد الدكـــروري

بسم الله الرحمن الرحيم والحمد لله رب العالمين، وأصلي وأسلم على المبعوث رحمة للعالمين، سيدنا ونبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد فإن للأسرة الوظيفة الاقتصادية حيث تشارك الأسرة عن طريق أفرادها في عمليات الإنتاج الكلي في المجتمع، حيث أصبح الأبناء والزوجات يشاركون في العمل وزيادة دخل الأسرة، كما أصبح للمرأة دور بارز في اتخاذ القرارات الاقتصادية المتعلقة بالشراء، وفي ضبط ميزانية الأسرة، وهناك أيضا الوظيفة التربوية حيث تعتبر الأسرة، هي البيئة الاجتماعية الأولى التي يبدأ فيها الطفل بتكوين ذاته والتعرف على نفسه عن طريق التفاعل مع أعضائها الذين ينقلون إليه ثقافة المجتمع، وبالرغم من انتقال جزء من وظيفة التربية والتعليم إلى مؤسسات نظامية في المجتمع تخضع لتخطيط وتنفيذ برامج موحدة مثل المدرسة.

إلا أنه ما زال للأسرة تأثيرات على التعليم والتنشئة الاجتماعية وخاصة تأثيرها كنظام تعنى به المجتمعات الحديثة في تربية النشء وتوجيه الشباب، بالإضافة إلى أثر ثقافة الوالدين وإشرافهما المباشر وتعاونهما مع المدرسة وتفهمهما لأصول التربية في بناء شخصية الأبناء، وأيضا هناك الوظيفة الدينية والأخلاقية، حيث تعتبر الأسرة البيئة الأساسية التي يتم فيها غرس المعتقدات الدينية والطقوس والشعائر المختلفة، والمبادئ الأخلاقية لدى أفرادها، وأيضا هناك الوظيفة الثقافية حيث تتمثّل الوظيفة الثقافية للأسرة في نقل التراث الحضاري، حيث تظل الأسرة المجال الذي يتعلم فيه الطفل الأساليب العامة للحياة والأعراف والأنماط السلوكية السائدة في المجتمع، وكلما كانت الأسرة متعلمة ساعدتها خبرتها ووعيها وعلمها على تحقيق هذه الوظيفة الثقافية بشكل متكامل.

معلومة تهمك

حيث تنتقي الطيب من التراث وتنقله، ولا تنقل البالي والضار من التراث مثل الثأر والسحر وغير ذلك من الأمور، وهناك أيضا الوظيفة النفسية، وهي الوظيفة التي تبث في أفراد الأسرة الراحة النفسية والإحساس بالأمان والاستقرار الاجتماعي، بالتالي يصبحون ذوي شخصيات مُتزنة، وذلك من خلال إعطاء الأبناء الاحترام والتقدير وتنمية الثقة بالنفس في داخلهم، كما تعزز من قيمتهم داخل الأسرة مما يجعلهم أشخاصا ناجحين متفوقين، وتعتبر مرحلة المراهقة من أهم المراحل التي يتم فيها إرساء قواعد البناء النفسي والوجداني، وللآباء في هذه المرحلة الأثرالأكبر في تشكيل تلك النفسية من خلال توجيهاتهم وأساليبهم في التواصل مع أبنائهم، كما يمكن للأسرة أن تكسب أبناءها الشخصية السوية وذلك عندما يحاطون بجو من الثقة والاهتمام والحب داخل الأسرة.

فعليكم أيهاب الآباء والأمهات بإتباع هدي النبي صلي الله عليه وسلم، فنسأل المولى عز وجل أن يرزقنا حسن متابعته صلى الله تعالى عليه وسلم وأن ينفعنا بهديه، لنفوز بشفاعته ومحبته صلى الله عليه وسلم في الدنيا والآخرة وأن يعيننا على خدمة السُنّة النبوية المطهّرة وأن يجمعنا وإياكم تحت لواء المصطفى صلى الله عليه وسلم، فاللهم اجعل حبك وحب رسولك أحب إلينا من أنفسنا وأبنائنا ومن الماء البارد على الظمأ، واللهم ارزقنا شفاعة نبيك محمد صلى الله عليه وسلم وأوردنا حوضه، وارزقنا مرافقته في الجنة ، اللهم صلى وسلم وبارك أطيب وأزكى صلاة وسلام وبركة على رسولك وخليلك محمد وعلى آله وصحبه، وصلى الله على نبينا وحبينا وقرة أعيننا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

تنبيه هام، المنشور يعبر عن رأي الكاتب ويتحمل مسؤوليته، دون ادنى مسؤولية علي الجريدة

تنبيه

احصل على تحديثات في الوقت الفعلي مباشرة على جهازك ، اشترك الآن.

معلومة تهمك

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

%d مدونون معجبون بهذه: