ماذا قدمت لوطنك ؟

ماذا قدمت لوطنك ؟
بقلم / محمـــد الدكـــروري

بسم الله الرحمن الرحيم والحمد لله رب العالمين، وأصلي وأسلم على المبعوث رحمة للعالمين، سيدنا ونبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين الذي لا يمكن الإحاطة بجوانب عظمتة صلى الله عليه وسلم إلا إذا أمكن الإحاطة بجميع أطواء الكون، فلقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم عالَما في فرد فكان بهذا فردا في العالم، فالنبوة إشراق سماوي على الإنسانية ليقوّمها في سيرها ويجذبها نحو الكمال، والنبي صلى الله عليه وسلم من الأنبياء هو الإنسان الكامل الذي يبعثه الله تعالى لتهتدي به خُطا العقل الإنساني في التاريخ، ولقد كان الأنبياء عليهم الصلاة والسلام النور الذي أشرق في تاريخ الإنسان ففيهم تحس صدق النور وسر الروعة ولطف الجمال الظاهر والباطن، وفي طهر سيرتهم ونقاء سريرتهم وعطر أفكارهم ويقظة أفئدتهم وفي كل حركاتهم وسكناتهم.

تلمس إعجاز النبوة العجيب، أليس الله تعالي قد اصطنعهم على عينه، واختارهم سبحانه ليبلغوا رسالته ؟ ولقد كان الأنبياء هم البدء ولا بد للبدء من تكملة والتكملة بدأت في يوم حراء، غرّة أيام الدهر، ففيه صلى الله عليه وسلم تنزلت أنوار الوحي على من استحق بزّة الخاتمية فكان خاتم الأنبياء، ومن ذا يستحق أن يُختم به الوحي الإلهي غير الصادق الأمين صلى الله عليه وسلم؟ فهو الصادق الذي ما كذ ب مرة قط، لا على نفسه ولا على الناس ولا على ربه ومن منا يستطيع أن يكون صادقا في أقواله وأفعاله ومشاعره ومواقفه مدى الحياة ؟ اللهم لا يطيق هذا سوى الأنبياء، والأمين الذي كان أمينا في كل شيء وكان قبل كل شيء أمينا على عقول الناس وأفكار الناس، فاللهم صلي وسلم وبارك علي سيدنا محمد وعلي آل محمد الطيبين المخلصين الطاهرين.

معلومة تهمك

وأصحابه الغر الميامين رضي الله عنهم بإحسان إلي يوم الدين، أما بعد فإن الحب أو أي حب ناجح، له طرفان يتشاركان أفرع الحقوق وأذرع الواجبات، وصحيح أن الفرد منا يجب أن يسأل نفسه ماذا قدم لوطنه قبل السؤال عما قدم له الوطن، وصحيح أيضا أن السؤال أولا عن الواجبات والمسؤوليات ثم عن الحقوق والمطالب، إلا أنها في النهاية علاقة متكافئة متوازنة تتيح للحب بينهما أن يتفتح ولمستقبلهما أن ينمو ويزدهر، وإن أي خلل بين أركان هذه المعادلة، بوعي أو بدون وعي ومن أي طرف منهما، يعود ضرره على الطرفين معا، وليست هذه صورة مثالية بل هي الصورة الواقعية المعاشة في كل دول وأوطان العالم منذ تكونت الأوطان ونشأت الدول، سماها بعضهم العقد الاجتماعي ودعاها آخرون دولة الرفاه، واكتفى قلة بوصفها علاقة منفعة روحية ومادية بين الوطن والمواطن.

وإنه يولد الإنسان بأرض فيدعوها مسقط رأسه والأحرى أن يقال مهوى فؤاده، يتنسم شذاها، وينعم بخيرها منذ لحظة الميلاد وربما حتى الموت، ومن هنا يولد حب الأوطان فهي السابقة بالإنعام والفضل على المنتمين إليها، وعلية فان هناك واجب بوجود علاقة الحقوق المتبادلة بين الوطن والمواطن، التي تجعل هذه العلاقة مبنية على اسس صحيحة تجعل من المحافظة على الوطن وانجازاتة هو موضوع رئيسي في حياة كل من يعيش على تراب مصرنا الغالية، فمن حق الوطن علينا المحافظة على ماله العام والغيرة على ممتلكاته ورعاية منجزاته، من حق الوطن الفداء له دفاعا عن حدوده وتثبيتا لمصالحه، ومن حقه علينا العمل فرادى وجماعات للرفع من شأنه والمساهمة في تنميته وإعماره ومن حقه علينا أن نكون مواطنين صالحين للنعمة شاكرين ومقدرين وقبل ذلك راعين ومقدرين.

تنبيه هام، المنشور يعبر عن رأي الكاتب ويتحمل مسؤوليته، دون ادنى مسؤولية علي الجريدة

تنبيه

احصل على تحديثات في الوقت الفعلي مباشرة على جهازك ، اشترك الآن.

معلومة تهمك

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

%d مدونون معجبون بهذه: