الدكروري يكتب عن الخصلة التي هي أحسن الخصال
الدكروري يكتب عن الخصلة التي هي أحسن الخصال
بقلم: محمـــد الدكـــروري
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستهديه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فهو المهتدي، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحد لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، وأوصي نفسي وإياكم بتقوى الله، ونحن إذ نتذكر هؤلاء الشهداء الذين إرتفعوا بأرواحهم إلى الله جل جلاله وفازوا برضوانه نحسدهم نغبطهم على ما حصلوا عليه من نعيم وعدهم به الله جل جلاله، فأيّ نعيم بعد هذا النعيم فهم أحياء وليسوا أمواتا يرزقون ورزقهم من الله ومن ثم فهم فرحون بما أعطاهم الله ويستبشرون بإخوانهم القادمين عليهم وذلك لحبهم إنزالهم هذه المنزلة التي أنزلهم الله، فلا حزن بل إستبشار وفضل ونعيم كيف وهي جنة الخلد التي هي دار الله وهم ضيوفه ليجدوا ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر.
معلومة تهمك
نعم أيها الأحبة أحياء لا نشعر نحن بهم ولذلك يقول النبي صلى الله عليه وسلم عندما سُئل إبن مسعود عن هذه الآية من سورة آل عمران ” ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بل أحياء عند ربهم يرزقون ” قال أما أنا فقد سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال ” أرواحهم في جوف طير خضر لها قناديل معلقة بالعرش تسرح من الجنة حيث شاءت ثم تأوي إلى تلك القناديل” ويقول شيخ الإسلام الإمام إبن كثير في تفسيره لهذه الآيات إن أرواح الشهداء كما جاء في صحيح مسلم في حواصل طيور خضر تسرح في الجنة حيث شاءت ثم تأوي إلى قناديل معلقة تحت العرش فاطلع عليهم ربك إطلاعة فقال ماذا تبغون ؟ فقالوا يا ربنا وأي شيء نبغي وقد أعطيتنا ما لم تعط أحداً من خلقك ؟ ثم عاد عليهم بمثل هذا فلما رأوا أنهم لا يتركون من أن يسألوا؟
قالوا نريد أن تردنا إلى الدار الدنيا فنقاتل في سبيلك حتى نقتل فيك مرة أخرى لما يرون من ثواب الشهادة فيقول الرب جل جلاله ” إني كتبت أنهم إليها لا يرجعون ” ولقد جعل الله عز وجل للنصر أسبابا، فإن أخذ بها المسلمون نصرهم الله على أعدائهم الكافرين، وهذه الأسباب كلها مذكورة في كتاب الله الحكيم، وقد قال سبحانه وتعالى فى سورة الإسراء ” إن هذا القرآن يهدى للتى هى أقوم” أي للخصلة التي هي أحسن الخصال، وقال سبحانه وتعالى فى سورة الأنبياء ” لقد أنزلنا إليكم كتابا فيه ذكركم أفلا تعقلون” ففي هذا القرآن الكريم شرفنا وعزنا ونصرنا، فقال تعالى فى سورة الأنعام ” ما فرطنا فى الكتاب من شئ” فإن تعلم كتاب الله واتباعه هو أصل كل خير، وهكذا فإن الإيمان بالله هو أعظم أسباب النصر، وإن أركان الإيمان الستة هو أن تؤمن بالله، وملائكته، وكتبه، ورُسله، واليوم الآخر، والقدر خيره وشره”.
وهي أصول العقيدة الصحيحة، المبينة في كتاب الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهي عقيدة الصحابة الكرام رضي الله عنهم ومن اتبعهم بإحسان، فقال تعالى فى سورة البقرة ” فإن آمنوا بمثل ما آمنتم به فقد اهتدوا” وكذلك العمل الصالح وهو الذي اجتمع فيه شرطان الإخلاص لله، والمتابعة لرسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال ابن القيم رحمه الله ” العمل الصالح هو الخالي من الرياء المُقيّد بالسنة” وكذلك تقوى الله وهي امتثال الواجبات واجتناب المحرمات، وكمال التقوى يحصل بامتثال المستحبات واجتناب المكروهات والتورع عن الشبهات، وكذلك الإكثار من ذكر الله ودعائه، وأيضا اجتماع الكلمة على كتاب الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وعدم التنازع والتفرق، فقد قال سبحانه وتعالى فى سورة آل عمران ” واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا”.
وحبل الله هو كتابه، والاعتصام به يلزم منه اتباع سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ إن الله أمر باتباع السنة في كتابه، فقال سبحانه وتعالى فى سورة الأنفال ” وأطيعوا الله ورسوله ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم واصبروا إن الله مع الصابرين” ومعنى ريحكم أي نصركم وقوتكم ودولتكم.
تنبيه هام، المنشور يعبر عن رأي الكاتب ويتحمل مسؤوليته، دون ادنى مسؤولية علي الجريدة
تنبيه