الدكروري يكتب عن الشهداء و المحروم

الدكروري يكتب عن الشهداء و المحروم

بقلم: محمـــد الدكـــروري

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستهديه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فهو المهتدي، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحد لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، وأوصي نفسي وإياكم بتقوى الله، أما بعد فقد روى عن أحد الحجيج العراقيين العائدين أنه رأى حول الكعبة رجلا يطوف معهم ويصيح ولي يا محروم، في كل شوط يطوفه وعندها سأله الطائفون عن سر عبارته هذه ما معناها ولماذا يكررها بدون إنقطاع ؟ فأجاب الرجل وهو متحسر متنهد كنا عشرة رجال ذهبنا للجهاد إلى روسيا وشاء الله إن يمسكوا بنا ويحكم علينا بالإعدام في ساحة عامة تجمهر الناس فيها وعندها قرئ المنشور وتليت أسماؤنا واحدا واحدا وعندها رأينا إن السماء فتحت ونزل منها عشر حوريات.

معلومة تهمك

أضاءت لنور وجههن جنبات الكون وامتلأت بعطرهن أرجاء الفضاء وكن ذا جمال يسبي العقول ويذهب بالألباب وعندما تدلى أول جثمان رأيناه في حضن واحدة من تلك الحوريات أخذته وطارت به إلى السماء وهو في غاية السعادة وقمة السرور وهكذا كلما سقط واحد منا وعندما جاء دوري قال صاحب المنشور أما أنت فترجع بالخبر إلى من أرسلوك، لكني توسلت أن يعدموني ويلحقني بأصحابي لكنهم رفضوا فنظرت إلى تلك الحورية وهي واقفة تنتظرني ثم قالت لي هذه الكلمة ” ولي يا محروم” نعم أيها الأحبة فما الشيء الذي حرم منه إنها الجنان إنها الحياة الخالدة، وقد سئل شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله عن رجل ركب البحر للتجارة فغرق فهل مات شهيدا؟ فأجاب نعم مات شهيدا إذا لم يكن عاصيّا بركوبه، وقال في موضع آخر.

ومن أراد سلوك طريق يستوي فيها احتمال السلامة والهلاك وجب عليه الكف عن سلوكها، فإن لم يكف فيكون أعان على نفسه فلا يكون شهيدا، فمن مات مضحيا ومدافعا عن وطنه وهو صابر ومحتسب وموحد فإننا نرجو له الحصول على أجر الشهادة، فرحمة الله واسعة وفضله عظيم، فمدار الأمر على النية، فقد يكون في الظاهر في سبيل الدفاع عن الوطن وفي الباطن غرضه الدنيا، أو منصب أو جاه أو غير ذلك، وإن الحب يقتضي الانتماء والتعلق بالأوطان، والمحافظة عليها وصيانتها وبذل النفيس الغالي من أجلها وفي سبيل رفعتها وبقائها ورفع رايتها عالية خفاقة فالانتماء هو كلمة معناها عظيم، وهذا الانتماء علي عدة أضرب منها الانتماء للدين والانتماء للوطن و للأسرة والأهل و للأرض، فإن الدين من أولويات الأمور وأهمها.

ولابد أن نعرف ما هو تفسيرنا للانتماء إلى دين معين ؟هل هو مجرد تصنيف يكتب في البطاقة أو في شهادة الميلاد ؟ أم هل هو فقط لتحديد مواعيد أعيادنا ؟ أم هل هذا هو الانتماء الديني أم إن هذا الانتماء يفرض علينا واجبات كثيرة ؟ إلا يفرض علينا أن نكون سفراء لديننا، بأن نتعلمه، وأن نعرف واجباتنا والفروض، وأن نتبعه، وأن ننشره، وأن نحافظ عليه أم هل كل من تباهى بانتمائه هو بالفعل منتمى، أم إن هناك ما يفرضه علينا ذلك الانتماء، أين نحن الآن من الانتماء إلى ديننا، و ما هو مفهوم هذا الانتماء؟ فقال الله تعالى فى سوة الأنعام ” قل إن صلاتى ونسكى ومحياى ومماتى لله رب العالمين “.

الدكروري يكتب عن الشهداء و المحروم

تنبيه هام، المنشور يعبر عن رأي الكاتب ويتحمل مسؤوليته، دون ادنى مسؤولية علي الجريدة

تنبيه

احصل على تحديثات في الوقت الفعلي مباشرة على جهازك ، اشترك الآن.

معلومة تهمك

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

%d مدونون معجبون بهذه: