محطات إنسانية
بقلم الأستاذة سحر كريم)
إن التاريخ البشرى ملئ بالكثير من القضايا الكبرى التى لها علاقة مباشرة بالإنسان وحياته وبقائه وليس أقلها أهمية قضية الحرب والسلام التى يقف فيها الإنسان أمام ظاهرة الحرب محاولا مانعا إياها مابين محاربا لرد الإعتبار ومابين طرق كثيرة يحاول فيها جاهدا الوصول للسلام الدائم ولعل من أبرزها مايحدث على الساحه العالمية اليوم من حروب شنت أهمها مايحدث فى فلسطين وغزه
ويتساءل الكثيرون مادور مصر والحكومة المصرية فى تلك الشأن وهل كان لمصر دور فى مسانده القضية الفلسطينية ؟
إن القضية الفلسطينية هى قضية العرب الأولى منذ عام ١٩٤٨م وقد إهتم بها جميع الزعماء المصريين على مر العصور بإعتبارها جزء من الأمن المصرى وفى محاولة كبيرة للحصول على السلام الدائم
وقد طالب الزعماء العرب بحصول الشعب الفلسطينى على كامل حقوقه عبر أكثر من نصف قرن تقريبا ولم يكن إرتباط مصر بالشعب الفلسطيني إرتباط هين بقدر ماهو إرتباط دائم وثابت تمليه إعتبارات للأمن القومي وروابط جغرافيه وتاريخ طويل على مدى عصور طويلة
فقد كانت مصر فى مقدمه الجيوش العربية التى كانت طرفا أساسيا فى الأحداث التى نشأت عام ١٩٤٨م بعد أن أدرك الرأى العام المصرى والعربى الرغبه فى الإسهام فى عمليه إنقاذ فلسطين ولم تتجاهل مصر مطالبات الشعب الفلسطينى حينما رفع شعار النصر والسلام الرئيس الراحل محمد أنور السادات مطالبا بحقوق الشعب الفلسطينى خلال خطابه الشهير فى الكنيست الإسرائيلي والعوده إلى حدود ماقبل ١٩٦٧م خلال المؤتمر للقمه العربيه السابع الذى عقد فى ٢٩نوفمبر ١٩٧٣م فى الجزائر عندما أقر المؤتمر شرطان للسلام مع إسرائيل هما إنسحاب إسرائيل من جميع الأراضى العربية المحتلة وفى مقدمتها القدس
وفى أكتوبر عام ١٩٧٥م أصدرت الجمعية العامة للأمم المتحدة قرارها بدعوه منظمه التحرير الفلسطينيه للإشتراك فى جميع المؤتمرات المتعلقة بالشرق الأوسط بناء على طلب تقدمت به مصر وقت ذاك ومناصرة حق الشعب الفلسطينى فى إقامه السلطه الوطنيه المستقلة ودعوه الفلسطينين والإسرائيليين للإعتراف المتبادل ولم تقف مصر مكتوفة الإيدى أمام تلك القضية كما يزعم البعض وإنما شهدت القضية الفلسطينية تطورات كبيرة وحاده لتحقيق الإستقرار فى تلك المنطقة من حدود مصر الشرقيه كدوله جوار بل وتضمنت الحلول ضرورة حل القضية الفلسطينية طبقا لقرار مجلس الأمن وحق الفلسطينيين فى الحكم الذاتى بعد أن حرصت مصر على وجود وثيقة بين الإسرائيليين والفلسطينيين ( وثيقة جنيف ) كنموذج سلام لتهدئه الأوضاع فى المنطقة
وقد قامت مصر بفتح معبر رفح وفقا لترتيبات أمنيه مشدده ولا تزال مصر رائده الموقف وتواصل سعيها الدؤؤب من أجل التسويه العادله والشامله لدعم الإستقرار فى المنطقة وضرورة الحفاظ على الثوابت العربية الخاصه بالقضية بمحطات المسانده لتلك القضية
فمصر قوه إقليمية تقود وتتعامل وتناصر الشعوب ليس فقط شعب فلسطين الشقيق وإنما كافه شعوب العالم وتتخذ من السبل والتدابير والقرارات ذات الطبيعة الخاصة لمساندة تلك الشعوب منذ نشأه تلك القضية تتمثل فى مواقف رؤسائها والمسئولين بها فى جميع المحافل والمؤتمرات الإقليمية والدولية
محطات إنسانية قامت بها مصر من أجل مبادرات السلام الحقيقة لتحقيق السلام العادل والشامل والدائم
فقد دعمت مصر الإعلان الفلسطيني عن الدستور فى غزه وحرصت على إحلال السلام فى المنطقة للتوصل إلى إتفاق نهائي وحق الشعب الفلسطينى فى تقرير مصيره كما حرصت مصر على تواجد الحوار الفلسطيني لتحقيق الوفاق الفلسطيني وقامت بتدعيم القضية الفلسطينية سواء بالدعم المباشر أو الغير مباشر مثل مد غزه بالكهرباء والمواد الغذائية وفتح معبر رفح البرى لعبور المرضى والمصابين والحالات الحرجة والطلاب ولم تتقاعس مصر عن ممارسة دورها تجاه القضية الفلسطينية بل ساهمت فى رفع المستوى التعليمي والتكنولوجى بجانب المساعدات السياسية والمالية وغيرها حتى يتمكن الفلسطينيون من الإتصال بالعالم الخارجي
فأكثر أبناء الشعب الفلسطينى يتعلمون فى الجامعات المصرية دون تميز بالإضافة للقنوات الفضائية والتبادل العلمى لرفع المستوى التعليمي والتعرف على الوسائل العلمية الحديثة ولم يقتصر دور مصر على تلك الأمور بل كانت حريصة على أن يكون للشعب الفلسطيني الحق فى المشاركة فى المناقشات وصياغه وإتحاد القرارات المتعلقة بالأمه العربية ومنح منظمه التحرير الفلسطينيه الحق فى مزايا الترشح للوظائف والتصدير وهى مزايا كانت قاصره على الدول فقط ونتيجة لجهود مصر الدؤوبة أصبح للفلسطينيين الحق فى فتح باب الحوار أمام مرحلة جديدة عن السلام
فمن خلال السلام يمكن للإنسان التعلم ونشر الثقافة وبناء المجتمعات والنهوض إقتصاديا وإجتماعيا بالأمم
محطات إنسانية كثيره ومتعددة
فقد عانت مصر من محن كثيره حتى تصل لمكانتها فإنجازات مصر وحضارتها هى التى أنارت الطريق للعالم كله
وما الحرب إلا مأساه يستعمل فيها الإنسان أفضل مالديه ليلحق بنفسه أسوأ مايصيبه فما الحرب إلا إنتصار لثقافة الموت والنهب والإباده الجماعية يولد الفقر والمجاعات والأوبئه يترك جروحا لا تندمل فى ذاكرة الشعوب وقلبها
فإما التعايش السلمى أو إفناء بعضنا البعض بشكل عنيف
فلما لا نبحث عن السلام ؟!!
أبحثوا عن السلام إفشوا السلام فيما بينكم لتجدوه
Sahar korayiem
تنبيه هام، المنشور يعبر عن رأي الكاتب ويتحمل مسؤوليته، دون ادنى مسؤولية علي الجريدة
تنبيه