الدكروري يكتب عن أعظم ما يلين القلوب
بقلم / محمـــد الدكـــروري
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي من بعده وعلى آله وصحبه وجنده أما بعد إن العدل من الأخلاق النبوية والشمائل المحمدية التي اتصف بها رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم ونشأ عليها، وهو عدل شمل الصديق والعدو، والمؤمن والكافر، فعن صفوان بن سليم عن عدد من أبناء أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم عن آبائهم، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ” ألا من ظلم معاهدا، أو انتقصه حقه، أو كلفه فوق طاقته، أو أخذ منه شيئا بغير طيب نفس منه، فأنا حجيجه يوم القيامة” رواه أبو داود، وفي شرح سنن أبي داود ” والمعاهد من كان بينك وبينه عهد، وأكثر ما يطلق في الحديث على أهل الذمة، وقد يطلق على غيرهم من الكفار إذا صولحوا على ترك الحرب مدة ما ” وعن عبد الله بن عمرو رضي الله عنه قال.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ” من قتل معاهدا لم يرح اي يشم، رائحة الجنة، وإن ريحها توجد من مسيرة أربعين عاما” رواه البخاري، وإن من أعظم ما يلين القلوب، هو قبول أوامر الله، والعمل بها، واجتناب نواهيه، ومن أعظم ما يقسيها هو الإعراض عن أوامر الله ونواهيه، فقبول الحق، والعمل به، سبب لهداية القلب وإيمانه، ورد الحق، وترك العمل به، سبب لزيغ القلب وطغيانه، وإن من علم أن الدنيا مزرعة الآخرة، وأن الحياة قصيرة، والترحل منها سريع، وجب عليه اغتنامها بالإيمان والعمل الصالح قبل فوات الأوان، ولقد اختار الله سبحانه وتعالي الإنسان ليستخلفه في الأرض فوهبه العلم مناط العمل والتشريف، ومنحه العقل مناط الخطاب والتكليف ففضل الله تعالي الإنسان على كثير ممن خلق بنعمة العلم والعقل، ورتب على ذلك التكليف والعمل.
معلومة تهمك
ولقد حث القرآن الكريم والإسلام على التعلم، والله عز وجل لم يأمر نبيه الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، بأن يسأله الزيادة من شيء إلا من العلم فقال سبحانه وتعالى فى كتابه الكريم “وقل رب زدني علما” وينطلق العلم في الإسلام من وجوب الأمر بالعمل، ومن وجوب الإيمان بالعلم النافع أما الإيمان بالعلم النافع فأصله اتباع ما جاءت به الشريعة الإسلامية من الأوامر والنواهي، أما الأوامر فتعني اتباع كل طيب حسن، وأما النواهي فتعني ترك كل قبيح سيئ ضار، ولا أقبح ولا أسوأ، ولا أضر من الجهل الذي يؤدي بصاحبه إلى اتباع الشيطان، ذلك لأن العلم النافع درع واق وسلاح متين يحمي صاحبه من الشيطان ومسه، والجهل كل الجهل إنما هو اتباع الشيطان، وإلى مغبة الجهل التي يفتلها الشيطان، ولقد حث عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم وبيّن أنه علامة الخير.
فقال ” من يرد الله به خيرا يفقه في الدين” وقال صلى الله عليه وسلم ” من سلك طريقا يلتمس فيه علما سهل الله به طريقا إلي الجنة” ومن يرد الله به خيرا يفقهه في الدين، وخياركم في الجاهلية خياركم في الإسلام إذا فقهوا، والعلماء ورثة الأنبياء، والاشتغال بالعلم من الباقيات الصالحات، والصدقة الجارية بعد الممات، والثواب المستمر بعد الوفاة، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم”إذا مات الإنسان انقطع عمله إلا من ثلاث، صدقة جارية أو علم ينتفع به أو ولد صالح يدعو له” ولقد اهتم الإسلام بقيمة العلم أيما اهتمام، ولقد بلغت عناية الله سبحانه وتعالى بنا لرفع الجهل عنا أن كان أول ما نزل من الوحي على نبينا أعظم كلمة هبط بها جبريل هي قوله تعالى ” افرأ باسم ربك الذي خلق”.
تنبيه هام، المنشور يعبر عن رأي الكاتب ويتحمل مسؤوليته، دون ادنى مسؤولية علي الجريدة
تنبيه