الدكروري يكتب عن المال المسحوق البركة

المال المسحوق البركة

الدكروري يكتب عن المال المسحوق البركة
بقلم / محمــــد الدكـــروري

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستهديه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فهو المهتدي، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحد لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، وأوصي نفسي وإياكم بتقوى الله، الذي قال صلى الله عليه وسلم ” من قُتل دون ماله فهو شهيد ومن قتل دون أهله فهو شهيد ومن قتل دون دمه فهو شهيد ومن قتل دون دينه فهو شهيد”فمن دافع عن أهله أو دمه أو دينه أو ماله ثم قتل فهو شهيد قد حصل على هذا النعيم الخالد والحياة الأبدية والرفقة الحسنة ولا نحزن عليهم بل نهنؤهم وندعوا أن يكتبنا الله منهم ونعمل في سبيل ذلك ما إستطعنا، ولهذا كان الصحابة رضي الله عنهم وأرضاهم يتمنون الشهادة في سبيله لما لها من هذه المكانة العظيمة فلا يعلمون عنها سوى الطريق الموصل لما أعد الله لهم من الجنات.

فهذا الصحابي الجليل حنظلة تزوج حديثا وقد جامع إمرأته في الوقت الذي دعا فيه الداعي للجهاد فيخرج وهو مجنب ليسقط شهيدا في سبيل الله ليراه النبي بيد الملائكة تغسله ليسمى بغسيل الملائكة، فنسأل الله أن يكتب لنا الشهادة في سبيله مع الذين أنعم الله عليهم وحسن أولئك رفيقا، فاللهم صلي وسلم وبارك علي سيدنا محمد وعلي آل محمد الطيبين المخلصين الطاهرين وأصحابه الغر الميامين رضي الله عنهم بإحسان إلي يوم الدين، أما بعد إن المال المسروق مال محرم مسحوق البركة لا ينفع صاحبه، بل يضرّه، حتى لو أراد فعل الخير به وبناء المساجد، ورعاية الأيتام، ومن اكتسب مالا من مأثم فوصل به رحمه أو تصدق به أو أنفقه في سبيل الله جمع ذلك كله جميعا فقذف به في جهنم، ولقد جاء الإسلام لرعاية الناس ولرعاية المال.

معلومة تهمك

ومن هنا يقول الله عز وجل في حدّ السرقة ” السارق والسارقة فاقطعوا أيديهما جزاء بما كسبت نكالا من الله” واليد تقطع بجريمة السرقة، مع أن الأصل فيها أنها ثمينة بحيث لو اعتدى إنسان على يد آخر فقطع يده ظلما وعدوانا فإنه يدفع دية اليد المقطوعة خمسين ناقة، وأما إذا سرقت اليد فإنها تُقطع بأمر من الله عز وجل بعشرة دراهم، وربما تعجب البعض إذا قطع إنسان يد إنسان دفع ديتها خمسين ناقة، وإذا سرقت اليد عشرة دراهم قطعت اليد؟ نعم، لأن اليد عندما كانت أمينة كانت ثمينة، وعندما خانت هانت، ولا يشك مسلم ولا عاقل في جرم السرقة، وتحريمها في شرائع الناس كلهم، مهما قل قدرها وخفيت سبيلها، نقودا أو منافع، منقولات أو عقارات، حرّم الإسلام السرقة، وحذر من ضررها في الدنيا والآخرة.

وكان النبي الكريم صلى الله عليه وسلم أول الإسلام يبايع المسلمين رجالا ونساء على اجتنابها، فعن السيدة عائشة رضي الله عنها قالت ” كانت المؤمنات إذا هاجرن إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم يمتحن بقول الله عز وجل كما جاء في سورة الممتحنة ” يا أيها النبي إذا جاءك المؤمنات يبايعنك علي أن لا يشركن بالله شيئا ولا يسرقن” واعلم أيها السارق بأنك ستحاسب يوم القيامة، واسمع ماذا يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم في الحديث المتفق عليه ” لعن الله السارق، يسرق البيضه فتقطع يده، ويسرق الحبل فتقطع يده” واللعنة تعني الطرد من رحمة الله، فهنا يجب علينا جميعا أن نتصور أن السارق سرق بيضة فطرد من رحمة الله، وسرق حبلا فطرد من رحمة الله.

تنبيه هام، المنشور يعبر عن رأي الكاتب ويتحمل مسؤوليته، دون ادنى مسؤولية علي الجريدة

تنبيه

احصل على تحديثات في الوقت الفعلي مباشرة على جهازك ، اشترك الآن.

معلومة تهمك

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

%d مدونون معجبون بهذه: