الدكروري يكتب عن إهتمام الإنسان بتصحيح العمل
بقلم / محمـــد الدكـــروري
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستهديه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فهو المهتدي، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحد لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، لقد أصبح الجيل المسلم اليوم لا يفكر في الشهادة، ولا يفكر في أعظم صورة من صور التكريم الإلهي للإنسان، ولو ناقشت ابنك في كل مكان عن الشهادة وسألته من هو الشهيد؟ وما له عند الله؟ وما هم الشهداء في أمة محمد صلى الله عليه وسلم لما عرف الجواب لأنها قضية قد غابت وتلاشت في حس الجيل المسلم، وصارت همومه صغيرة، وحين خرج عمير بن أبي وقاص أخو سعد رضي الله عنهما بإعادة المجاهدين الصغار إلى المدينة يستسخرهم للفتوحات الإسلامية الكبرى بكى عمير، قيل ما يبكيه قال أخوه سعد والله يا رسول الله ما خرج من المدينة للقافلة.
إنما خرج من المدينة يريد الشهادة في سبيل الله، فلا تحرمه الشهادة في سبيل الله يا رسول الله، فلما سمع ذلك النبي صلى الله عليه وسلم أكبر عنده هذا الشعور العظيم الإيماني الكبير فأذن له على صغر سنة ونحافة جسمه حيث إن سعدا يقول أخذت أربط حمائل سيفه على بطنه فلا تقواه فتنزل لأنه كان نحيفا يجر سيفه خلفه، وله همة عظيمة أعلى من قمم الجبال ولا يطيقها أعظم الرجال، إنه لم يذق من شهوة الدنيا شيئا، لا يزال طفلا صغيرا يخرج إلى مسافة بعيدة، إلى الأقطار يريد الشهادة لأنه سمع الله وسمع رسوله يحدثه عن الشهادة ومنازل الشهداء، وما عند الله للشهيد، فكان من أوائل الشهداء في غزوة بدر رضي الله عنه ورحمه، وجدير بأبنائنا أن يحفظوا اسمه وأن يكون لهم قدوة وأسوة.
فاللهم صلي وسلم وبارك علي سيدنا محمد وعلي آل محمد الطيبين المخلصين الطاهرين وأصحابه الغر الميامين رضي الله عنهم بإحسان إلي يوم الدين، أما بعد فإنه يجب أن يكون اهتمام الإنسان بتصحيح العمل كبيرا في تصحيح القصد، وتحقيق المتابعة، وتحقيق العبودية في العمل فإن هذا هو الغاية من العمل فهذه علامات لسلامة القلب وصحته، وإن من علامات مرض القلب وشقاوته أنه لا تؤلمه جراحات القبائح، فهل نتألم نحن لجراحات قلوبنا، وما نقترفه من معاص وآثام في الليل والنهار؟ وهل نندم ونعزم على التوبة كلما أذنبنا؟ وهل آلمنا ما نراه في مجتمعنا من معاصى ومنكرات؟ وهل عملنا على تغييرها ما استطعنا، وهذا أمر لا شك عظيم فإن القلب الذي لا يعرف معروفا ولا ينكر منكرا في نفسه ولا في مجتمعه قلب يحتاج صاحبه إلى تدارك نفسه قبل فوات الأوان.
معلومة تهمك
وكذلك فأنه يجد لذة في المعصية، وراحة بعد عملها وإنما حال المؤمن إذا عصى الله أن يندم ويستغفر ويتحسر على ما فات، ويسارع في التوبة إلى الله، وهناك من الناس للأسف من ينطبق عليه كلام ابن القيم هذا، فبعض مشاهدي الأفلام نجده يجد لذة في مشاهدتها، ولا تكاد تفارقه تلك اللذة لمدة طويلة، وكذلك نجد من متابعي المباريات من يجد لذة في مشاهدتها وحضورها، ولا تفارقه النشوة لفترة خاصة إذا فاز فريقه فهل نعي بعد ذلك خطورة هذا الأمر؟ فأنه يقدم الأدنى على الأعلى، ويهتم بالتوافه على حساب معالي الأمور، فماذا نقول عن بعض المسلمين ممن أصبح لا يهتم بحال إخوانه وشئون أمته، بينما يعرف من التوافه أكثر مما يعرف عن أمور دينه، وأخبار علماء الإسلام وأئمته.
تنبيه هام، المنشور يعبر عن رأي الكاتب ويتحمل مسؤوليته، دون ادنى مسؤولية علي الجريدة
تنبيه