الدكروري يكتب عن الرفق وزوال الهم والغم
بقلم / محمـــد الدكـــروري
اليوم : الأثنين الموافق 6 نوفمبر
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام الأتمان الأكملان على خاتم الأنبياء والمرسلين، نبينا محمد وعلى آله الطيبين وصحبه أجمعين، أما بعد روي عن أبي هريرة رضي الله عنه قال، قال رسول لله صلى الله عليه وسلم “للمملوك طعامه وكسوته بالمعروف، ولا يكلف من العمل إلا ما يطيق ويقول صلى الله عليه وسلم في حق الخدم “من لطم مملوكه أو ضربه فكفارته أن يعتقه” وقال الشنقيطي رحمه الله ” فأوجب على مالكيهم الرفق والإحسان إليهم، وأن يطعموهم مما يطعمون، ويكسوهم مما يلبسون، ولا يكلفوهم من العمل ما لا يطيقون، وإن كلفوهم أعانوهم كما هو معروف في السنة الواردة عنه صلى الله عليه وسلم مع الإيصاء عليهم في القرآن، وكذلك أيضا الرفق بالحيوان، ومن الرفق بالحيوان.
أن تدفع عنه أنواع الأذى، كالعطش والجوع والمرض، والحمل الثقيل، فعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال بينا رجل يمشي، فاشتد عليه العطش، فنزل بئرا، فشرب منها، ثم خرج فإذا هو بكلب يلهث، يأكل الثرى من العطش، فقال لقد بلغ هذا مثل الذي بلغ بي، فملأ خفه، ثم أمسكه بفيه، ثم رقي، فسقى الكلب، فشكر الله له، فغفر له، قالوا يا رسول الله، وإن لنا في البهائم أجرا؟ قال في كل كبد رطبة أجر ” وعن سعيد بن جبير قال “مر ابن عمر بفتيان من قريش قد نصبوا طيرا وهم يرمونه، وقد جعلوا لصاحب الطير كل خاطئة من نبلهم، فلما رأوا ابن عمر تفرقوا، فقال ابن عمر من فعل هذا؟ لعن الله من فعل هذا، إن رسول الله صلى الله عليه وسلم لعن من اتخذ شيئا فيه الروح غرض”
معلومة تهمك
ومن الرفق بالحيوان ذبحه بسكين حاد حتى لا يتعذب، فيقول النبي صلى الله عليه وسلم ” إن الله كتب الإحسان على كل شيء، فإذا قتلتم فأحسنوا القتلة، وإذا ذبحتم فأحسنوا الذبح، وليحد أحدكم شفرته أي السكين الذي يذبح به، وليرح ذبيحته” ولنعلم جميعا بأن السعاده الحقيقية تكون بالاشتغال بعمل من الأعمال أو علم من العلوم النافعة مما تأنس به النفس وتشتاقه، فإن ذلك يلهي القلب عن اشتغاله بالقلق الناشئ عن توتر الأعصاب، وربما نسي بسبب ذلك الأسباب التي أوجبت له الهم والغم، ففرحت نفسه وازداد نشاطه، وتكون أيضا باجتماع الفكر كله على الاهتمام بعمل اليوم الحاضر، وترك الخوف من المستقبل أو الحزن على الماضي، فيصلح يومه ووقته الحاضر،ويجد ويجتهد في ذلك.
وكذلك بالإكثار من ذكر الله، فإن ذلك من أكبر الأسباب لانشراح الصدر وطمأنينة القلب، وزوال همه وغمه، فقال تعالى فى سورة الرعد “ألا بذكر الله تطمئن القلوب” وإن بذور السعادة وأساسها يكمن في دواخل البشر جميعا، إلا أنهم دائمو البحث عنها خارج روحهم ونفسهم، مما يستنزف طاقاتهم من عمل وعائلة وأموال وطعام، ليستشعروها لفترة صغيرة وخاطفة، ويسعون بعدها في دوامة للحصول عليها مرة أخرى.
تنبيه هام، المنشور يعبر عن رأي الكاتب ويتحمل مسؤوليته، دون ادنى مسؤولية علي الجريدة
تنبيه