قاطرة الزمن و العمر

قاطرة الزمن و العمر

بين الحاضر و الآتي
و اللحظة التي مضت
و تلك التي لن تعود
و بين القريب و البعيد
الذي ننتظره و ربما يعود
نمرّ عبر أروقة الوجود
نضيع نتواجد
نتعثر نستمر
نتأمل نتوقف
عند نقطة و مسافة فاصلة
ننطلق و نجدد الرؤى
نواصل المسار
محطات تلو المحطات
رغم ثقل الخطوات
بكل ثقة و صبر و أمان
دون غنى عن المتاعب
و حتما عن التضحيات
نعبر محيطات كل السنوات
نقف برهة من الزمن
ننظر من خلال نوافذ
قطار الحياة المسرع
نتأمل نتعجب و نتساءل :
كيف تمضي الساعات والسنوات
متسارعة و معاندة الزمان
انها قاطرة العمر التي تمضي بنا
دون تأني او انتظار
تعلمنا التجارب العديدة
تهدأ و تعصف كأمواج البحار
تهدينا زهرة الأعمار
ثم تزيدنا حكمة و إصرارا ؟
نعم …إنها سنوات عمرنا
التي تنحت زماننا و قصصنا
و طفولتنا و شبابنا و تجاعيدنا
هي نفسها
صور و حكايا و حياة
خطوناها
تارة بقوة و ثبات
رغم المسافات
و تارة بتعب العثرات
يحدونا التحدي
ننظر إلى الآفاق
بعيون ملؤها الثقة و التقدير للذات
نعلم أننا سنواصل الطريق
ثم سترسو بنا مراكبنا على شواطئ الأقدار
إنها مسيرة مثقلة بالالام و الامال
و شتى المشاعر قد شيدتها أسوار الايام
نستلهم من العمر دروسا و حكما لا تنضب
إذ نحن إزاء مدرسة الحياة
أو بالأحرى
أمام مدرسة الإنسانية العظيمة
أين نثرنا ربيع وجودنا
و ما تبقى من خريف ذكرياتنا
نمضي بحنين و سلام و حب
نمرّ عبر أسوار المكان
لا نسمع الاّ صدى نبضات قلوبنا
و إنسانيتنا التي ارتوت
من حياتنا وأرواحنا
َمن أعماقنا و أفكارنا
من ماضينا و حاضرنا
من وجداننا و من رحيق أعمارنا.

✍أ. إيمان داود/ تونس🇹🇳

معلومة تهمك

تنبيه هام، المنشور يعبر عن رأي الكاتب ويتحمل مسؤوليته، دون ادنى مسؤولية علي الجريدة

تنبيه

احصل على تحديثات في الوقت الفعلي مباشرة على جهازك ، اشترك الآن.

معلومة تهمك

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

%d مدونون معجبون بهذه: