وابيضت عيناه من الحزن فهو كظيم

وابيضت عيناه من الحزن فهو كظيم
كتب/ السيد سليم


من المواقف التي تنفطر منها القلوب وتبض العيون من كثرة الدموع موقف يعقوب عليه السلام من فقده ليوسف عليه الصلا والسلام يقول تعالي وَتَوَلَّى عَنْهُمْ وَقَالَ يَا أَسَفَى عَلَى يُوسُفَ وَابْيَضَّتْ عَيْنَاهُ مِنَ الْحُزْنِ فَهُوَ كَظِيمٌ ﴾.﴿ وتولى عنهم ﴾ أعرض عن بنيه وتجدَّد وَجْدُه بيوسف ﴿ وقال يا أسفى على يوسف ﴾ يا طول حزني عليه ﴿ وابيضت عيناه ﴾ انقلبت إلى حال البياض فلم يبصر بهما ﴿ من الحزن ﴾ من البكاء ﴿ فهو كظيم ﴾ مغمومٌ مكروبٌ لا يُظهر حزنه بجزعٍ أو شكوى.
وجاء في تفسير البغوي “معالم التنزيل”: قَوْلُهُ تَعَالَى: ﴿ وَتَوَلَّى عَنْهُمْ ﴾، وَذَلِكَ أَنَّ يَعْقُوبَ عَلَيْهِ السَّلَامُ لَمَّا بلغه خبر بنيامين تناهى حزنه وبلغ جهده، وهيج حُزْنُهُ عَلَى يُوسُفَ فَأَعْرَضَ عَنْهُمْ، ﴿ وَقالَ يَا أَسَفى ﴾، يَا حُزْنَاهْ، ﴿ عَلى يُوسُفَ ﴾، وَالْأَسَفُ أَشَدُّ الْحُزْنِ، ﴿ وَابْيَضَّتْ عَيْناهُ مِنَ الْحُزْنِ ﴾، يعني: عَمِيَ بَصَرُهُ. قَالَ مُقَاتِلٌ: لَمْ يُبْصِرْ بِهِمَا سِتَّ سِنِينَ، ﴿ فَهُوَ كَظِيمٌ ﴾، أَيْ: مَكْظُومٌ مَمْلُوءٌ مِنَ الْحُزْنِ مُمْسِكٌ عَلَيْهِ لَا يَبُثُّهُ. قال قتادة: تردّد حُزْنَهُ فِي جَوْفِهِ وَلَمْ يَقُلْ إلّا خيرا. وقال الْحَسَنُ: كَانَ بَيْنَ خُرُوجِ يُوسُفَ مِنْ حِجْرِ أَبِيهِ إِلَى يَوْمِ الْتَقَى مَعَهُ ثَمَانُونَ عَامًا لَا تَجِفُّ عَيْنَا يَعْقُوبَ وَمَا عَلَى وجه الأرض أَكْرَمُ عَلَى اللَّهِ مِنْ يَعْقُوبَ عليه الصّلاة والسّلام.

معلومة تهمك

تنبيه هام، المنشور يعبر عن رأي الكاتب ويتحمل مسؤوليته، دون ادنى مسؤولية علي الجريدة

تنبيه

احصل على تحديثات في الوقت الفعلي مباشرة على جهازك ، اشترك الآن.

معلومة تهمك

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

%d مدونون معجبون بهذه: