رقابة الله في قلوب البشر
رقابة الله في قلوب البشر
بقلم / محمـــد الدكـــروري
اليوم : الأربعاء الموافق 8 نوفمبر 2023
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام الأتمان الأكملان على خاتم الأنبياء والمرسلين، نبينا محمد وعلى آله الطيبين وصحبه أجمعين، أما بعد إن من الوسائل التي تنمي ثقافة الطفل هو أن يشترك له أبوية في المكتبات العامة، ويصبح زائرا معتادا لها، وأيضا قراءة الكتب الثقافية والإسلامية والتاريخية فإن ذلك يدعوه إلى الاطلاع الدائم، كما أن الكتابة تنمّي ملكات الطفل، ومما يساعد الطفل أيضا على تنمية ثقافته الزيارات الميدانية والرحلات الاستكشافية، فبها يتعرف الطفل على طبيعة بلده، وعلى موارده، فتنمو عقلية الطفل، ويفكر بطريقة أفضل، ويدعوه ذلك إلى الاطلاع والقراءة حول ما تعرض له في تلك الحالات، ومن الوسائل الثقافية أيضا للطفل الأفلام العلمية، فيمكنه أن يرى الأجرام السماوية.
والمجرات والكواكب والنجوم، ونحو ذلك، وما وراء البحار، وعالم الحيوان، والحشرات وغيره، وكل ذلك يعطي للطفل خلفية ثقافية كبيرة، ويسبب للطفل متعة نفسية، ويساعد في توصيل المعلومات للطفل بطريقة أسرع وأبسط وأيسر، فالوسائل العلمية ووسائل الإيضاح المختلفة مما يفرد له البحث في الآونة الأخيرة، وأصبحت علما من العلوم المستقلة، ويقاس مدى تقدم الناحية العلمية من مكان لآخر بالقدرة على استخدام الوسائل التعليمية بطريقة جيدة، وتطوير طريقة الشرح والتقويم، وكما ينبغي علينا جميعا أن نربي أبناءنا علي مراقبة الله عز وجل في قلوبنا قبل كل شيء، وأن نقص عليهم من سيرة السلف الصالح حتي يسيروا علي دربهم ونهجهم، وهذا رجل عربي يسمى ماعز بن مالك.
معلومة تهمك
يأتي رسول الله صلى الله عليه وسلم فيقول يا رسول الله، ظلمت نفسي وزنيت، وإني أريد أن تطهرني، فيقول له رسول الله صلى الله عليه وسلم “لعلك لامست؟ لعلك قبلت، لعلك فاخذت، ويرد الرجل مرة ومرة ومرة، والرجل مصر على الاعتراف بخطيئته، مصر على التطهر منها بإقامة حد الله عليه، ولو كان الرجم بالحجر، ويأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم أخيرا إقامة الحد عليه، فيتقبله صابرا محتسبا، راغبا في عفو الله ومغفرته، وهذه امرأة أعرابية تعرف بالغامدية، تزني ويضطرب في أحشائها جنين من الزنا، فيأتي عليها ضميرها المؤمن وقد ارتكبت الفاحشة سرا إلا أن تتطهر منها جهارا، وجاءت رسول الله صلى الله عليه وسلم، تقول له إني قد زنيت فطهرني؟ فيردها رسول الله صلى الله عليه وسلم.
فتأتي في الغد فتقول يا رسول الله لم تردني؟ لعلك أن تردني كما رددت ماعزا، فو الله إني لحبلى، فيقول لها “أما لا، فاذهبي حتى تلدي” وتذهب المرأة تنتظر الوضع، وتمضي عليها الأيام والأشهر دون أن تخبو جذوة ضميرها فما أن ولدت حتى أتت بالصبي في خرقة، وقالت لرسول الله صلى الله عليه وسلم ها قد ولدته، قال لها “فاذهبي فأرضعيه حتى تفطميه” وتعود المرأة إلى دارها ترضع ولدها، وتمضي مدة الرضاع وهي في العادة حولان كاملان أربعة وعشرون شهرا ولم يستطع اختلاف الليل والنهار فيها أن ينسي المرأة ما ارتكبت من خطيئة، وبغير إعلان من محكمة، ولا تنبيه من حاكم، ولا حراسة من شرطي ترجع المرأة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ورسول القوانين طائعة مختارة، لتلقى مصيرها الذي رضيته لنفسها.
فتقدم إليه الصبي وفي يده كسرة من الخبز، وتقول هذا يا نبي الله قد فطمته، وقد أكل الطعام، ولم يجد النبي صلي الله عليه وسلم بدا بعد هذا أن أمر بها، فحفر لها إلى صدرها، وأمر الناس فرجموها، فأقبل خالد بن الوليد بحجر فرمى رأسها فنضح الدم على وجه خالد، فسبها، فسمع نبي الله سبه إياها، فقال “مهلا يا خالد، فو الذي نفسي بيده، لقد تابت توبة لو قسمت بين سبعين من أهل المدينة لوسعتهم، وهل وجدت توبة أفضل من أن جادت بنفسها لله تعالى” وهذه القصة رواها الإمام مسلم .
تنبيه هام، المنشور يعبر عن رأي الكاتب ويتحمل مسؤوليته، دون ادنى مسؤولية علي الجريدة
تنبيه