رسول الله مع حقوق الله
رسول الله مع حقوق الله
بقلم / محمـــد الدكـــروري
اليوم : الخميس الموافق 9 نوفمبر
الحمد لله وكفى وسمع لمن دعا وبعد، فاتقوا الله عباد الله حق التقوى، وأعلموا أن توحيد الله تعالى وطاعته سبب للأمن في الدنيا والآخرة، وأن هناك طائفة آمنة في ظل عرش الرحمن يتنعمون فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم “سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله، إمام عادل، وشاب نشأ في عبادة ربه، ورجل قلبه معلق في المساجد، ورجلان تحابا في الله اجتمعا عليه وتفرقا عليه، ورجل طلبته امرأة ذات منصب وجمال فقال إني أخاف الله، ورجل تصدق أخفى حتى لا تعلم شماله ما تنفق يمينه، ورجل ذكر الله خالياً ففاضت عيناه” رواه البخاري، ولقد كان النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم يعرف حق ربه عز وجل عليه وهو الذي قد غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر.
وعلى الرغم من ذلك كان يقوم الليل حتى تتفطر قدماه للحصول على السعادة، ويسجد فيدعو ويسبح ويدعو، ويثني على الله تبارك وتعالى، ويخشع لله حتى يُسمع لصدره أزيز كأزيز المرجل، فعن عبد الله بن الشخير رضي الله عنه قال “أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم صلى الله عليه وسلم وهو يصلي ولجوفه أزيز كأزيز المرجل من البكاء” وعن السيدة عائشة رضي الله عنها أن نبي الله صلى الله عليه وسلم كان يقوم من الليل حتى تتفطر قدماه، فقالت السيدة عائشة رضي الله عنها لم تصنع هذا يا رسول الله وقد غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر؟ قال صلى الله عليه وسلم “أفلا أكون عبدا شكورا” فإذا أردت الحصول على السعادة، فعليك بالأخذ بأسبابها ومن أسبابها هو تحقيق التوحيد.
معلومة تهمك
والخضوع لمنهج الله على المستوى الفردي والجماعي، والإيمان بالله عز وجل والعمل الصلح، حيث قال سبحانه ” من عمل صالحا من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة” وكذلك الإيمان بالقضاء والقدر، وأن تعلم أن ما أصابك لم يكن ليخطئك، وأن ما أصابك مكتوب عليك، فقال تعالى ” إنا كل شئ خلقناه بقدر” وإن من طرق الحصول على السعادة هو الإكثار من ذكر الله وقراءة القرآن، أما من أعرض عن ذكر الله، فهو من التعساء البؤساء، فقال تعالى “ومن يعش عن ذكر الرحمن نقيض له شيطانا فهو له قرين” وكذلك البعد عن المعاصي والآثام، فلها عواقب وخيمة، وصلاحك أنت يبارك الله لك به في ذريتك، فقد قال أهل العلم في تفسير قوله تعالى “وكان أبوهما صالحا” أى الجد السابع لهما، ومن طرق الحصول على السعادة هو مصاحبة الأخيار.
فإنهم يقودون الإنسان إلى الخير ويدلونه عليه، وكما قيل “الصاحب ساحب” والصاحب إما حامل مسك يدلك على الخير ويقودك إليه، وإما نافخ كير يوقعك في الإثم والشر، ويجرك إليه، فقد قال عز وجل فى سورة الزخرف “الأخلاء يومئذ بعضهم لبعض عدو إلا المتقين” وإن من سبل الحصول على السعادة هو طلب العلم الشرعي، فإن الإنسان إذا طلب العلم كان سيره على هدى من الكتاب والسنة، فقد قال عز وجل فى سورة الزمر ” هل يستوى الذين يعلمون والذين لا يعلمون” وقال سبحانه وتعالى فى سورة المجادلة ” الذين آمنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات”.
تنبيه هام، المنشور يعبر عن رأي الكاتب ويتحمل مسؤوليته، دون ادنى مسؤولية علي الجريدة
تنبيه