سيناء وأربعاء أيوب
سيناء وأربعاء أيوب
بقلم/ محمـــد الدكـــروري
اليوم : الجمعة الموافق 10 نوفمبر 2023
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام الأتمان الأكملان على خاتم الأنبياء والمرسلين، نبينا محمد وعلى آله الطيبين وصحبه أجمعين، تشهد شمال سيناء الأرض المباركة وبالذات منطقة شاطئ العريش إحتفالا سنويا يحضره آلاف من مواطنى سيناء والدول العربية وأبناء مصر، تحديدا مساء يوم الأربعاء الأول من شهر ابريل فيما يسمى بأربعاء أيوب، حيث تؤكد المصادر التاريخية أن النبى أيوب الذى إبتلاه القدر بعديد من الأمراض، كان قد وجد بالقرب من شاطئ المتوسط عند مدينة العريش، وكان الأمر الإلهى أن ينزل البحر للاستشفاء وهى قصة قرآنية مؤكدة وعندما نزل النبى أيوب عليه السلام إلى البحر ولامست المياه جسده المريض زالت عنه كل الأمراض.
وهكذا تقول القصة القرآنية وتيمنا بهذه الرواية يتجمع آلاف البشر فى هذا اليوم أمام شاطئ العريش ويندفع الجميع إلى البحر فى توقيت محدد عندما يلامس قرص الشمس سطح مياه البحر فى الأفق البعيد، وتغمر مياه البحر أجساد الجميع ويظلون فى مواقعهم حتى اختفاء قرص الشمس الذهبى ويسود الظلام ويخرج الجميع يحدوهم الأمل فى شفاء قريب، وفى قلب سيناء هناك دير سانت كاترين الذى يحظى بأساطير فريدة ويضم بين جنباته العهد النبوى الشريف الذى يقال إن النبى محمد صلي الله عليه وسلم كتبه للدير فى السنة الثانية من الهجرة أمانا لهم وللنصارى كافة على أرواحهم وكذلك منشور نابليون بونابرت عام الف وسبعمائة وتسع وتسعون ميلادي، لتأمين حياة الراهبين، ويقع الدير فى منطقة الجبل المقدس.
معلومة تهمك
والوادى المقدس وهى التى تتفق مع خط سير رحلة خروج بنى إسرائيل والتى تشمل جبل الشريعة وشجرة العليقة المقدسة التى ناجى عندها نبى الله موسى ربه، وهى المنطقة الوحيدة بسيناء التى تحوى جبالا مرتفعة مثل جبل موسى وجبل كاترين، كما أن نبات العليقة لم يوجد فى أى مكان آخر بسيناء، وفشلت محاولات إنباته فى أى مكان بالعالم، وأن الخالق جل شأنه كرم جبل الطور فى الآية الكريمة “والتين والزيتون وطور سنين وهذا البلد الأمين” والتين والزيتون ترمز للقدس، وطور سنين هو جبل الطور بسيناء، والبلد الأمين هى مكة المكرمة، وبذلك فقد جعل جبل سيناء فى منزلة قريبة من مكة والقدس، وفى أرض سيناء أيضا منطقة عيون موسى التى تصل إلى اثني عشرة عين ماء تفجرت لبنى إسرائيل.
حين استبد بهم العطش من موقع عبورهم البحر فى المشهد التاريخى، وغرق فرعون، عند رأس خليج السويس، وتفجرت لهم العيون بعدد أسباط أي عائلات بنى إسرائيل، وكل سبط ينتمى إلى ابن من أبناء نبى الله يعقوب عليه السلام، وهم إخوة يوسف الصديق وعددهم اثني عشر وكانت المياه متفرقة حتى لا يتكالبوا عليها ومع مرور الأيام وتراكم الرمال لم يتبق إلا أربعة عيون فقط، وقد حولت مصر هذه المنطقة إلى منتجعات سياحية واستخدمت مياه هذه العيون فى الاستشفاء من العديد من الأمراض الروماتيزمية.
تنبيه هام، المنشور يعبر عن رأي الكاتب ويتحمل مسؤوليته، دون ادنى مسؤولية علي الجريدة
تنبيه