الدكروري يكتب عن التربية وصور الإيذاء

بقلم/ محمـــد الدكـــروري
اليوم : الأحد الموافق 12 نوفمبر 2023

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام الأتمان الأكملان على خاتم الأنبياء والمرسلين، نبينا محمد وعلى آله الطيبين وصحبه أجمعين، إن من الوصايا التي تعينكم على القيام الحق بتوجيه أولادكم وتربيتهم التربية التي تسعدون بها في الدارين هو أن تكون قدوة صالحة لأولادك، فينبغي للوالدين أن يكونا قدوة صالحة لأولادهما في الصدق والاستقامة وجميع شؤونهم، وأن يتمثلا ما يقولانه، ومن الأمور المستحسنة في ذلك أن يقوم الوالدان بالصلاة أمام الأولاد حتى يتعلم الأولاد الصلاة عمليا من الوالدين، وهذا من الحكم التي شرعت لأجلها صلاة النافلة في البيت، وكذلك إبعاد المنكرات وأجهزة الفساد عن الأولاد، فمما يجب على الوالد تجاه أولاده أن يحميهم من المنكرات، وأن يطهر بيته منها.

حتى يحافظ على سلامة فطر الأولاد وعقائدهم وأخلاقهم، ويجدر به أن يوجد البدائل المناسبة المباحة، سواء من الألعاب أو الأجهزة التي تجمع بين المتعة والفائدة، حتى يجد الأولاد ما يشغلون به وقت فراغهم، وكذلك أيضا أن تقدر مراحل العمر للأولاد، فالولد يكبر وينمو تفكيره، فلا بد أن تكون معاملته ملائمة لسنه وتفكيره واستعداده، وأن لا يعامل على أنه صغير دائما، ولا يعامل أيضا وهو صغير على أنه كبير، فيطالب بما يطالب به الكبار، ويعاتب كما يعاتبون، ويعاقب كما يعاقبون، وكذلك الجلوس مع الأولاد في المنزل، فمما ينبغي للأب مهما كان له من شغل أن يخصص وقتا يجلس فيه مع الأولاد يؤنسهم فيه، ويسليهم، ويعلمهم ما يحتاجون إليه لأن اقتراب الولد من أبويه ضروري جدا، وله آثاره الواضحة.

معلومة تهمك

فهذا أمر مجرب، فالآباء الذين يقتربون من أولادهم ويجلسون معهم ويمازحونهم يجدون ثمار ذلك على أولادهم، حيث تستقر أحوال الأولاد، وتهدأ نفوسهم، وتستقيم طباعهم، وإن من صور الإيذاء الذي يشتكي منه كثير من الناس في هذا الزمان، ما نشاهده في الشوارع والطرقات، من طيش البعض في قيادتهم للسيارات، من حيث السرعة الجنونية، أو تجاوز الإشارة الحمراء، أو عدم المبالاة بالآخرين، وكأن الشوارع أصبحت أملاكا خاصة لهم، مما يؤذون عباد الله، ويعرضون الأنفس للخطر والهلاك، فالطريق حق عام للجميع، وله قوانين وأنظمة، ينبغي التقيد بها، وعدم التجاوز عليها، لكي تتحقق المنفعة للجميع، فكف الأذى عن الناس في الطريق لا يقل أهمية عن باقي الأذى الممنوع شرعا.

لذا لما ذكر الله تعالى صفات عباد الرحمن، قال “وعباد الرحمن الذين يمشون على الأرض هونا وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاما” وقال رسول الله عليه الصلاة والسلام ” من آذى المسلمين فى طرقهم وجبت عليه لعنتهم” واعلموا أن من توفيق العبد وسعادته كف أذيته عن المسلمين، ومن شقاوته عدم مبالاته في إيصال الضرر للعالمين، وقد أخبر صلى الله عليه وسلم أن إماطة الأذى عن الطريق من شعب الإيمان، ومن عزل حجرا أو شوكة أو عظما عن طريق الناس، فقد سعى لنفسه بالأمان، وقال صلى الله عليه وسلم ” بينما رجل يمشي بطريق، إذ وجد غصن شوكة فأزاله، فشكر الله له، فغفر له وأدخله الجنة”.

تنبيه هام، المنشور يعبر عن رأي الكاتب ويتحمل مسؤوليته، دون ادنى مسؤولية علي الجريدة

تنبيه

احصل على تحديثات في الوقت الفعلي مباشرة على جهازك ، اشترك الآن.

معلومة تهمك

تعليق 1
  1. […] الدكروري يكتب عن التربية وصور الإيذاء […]

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

%d مدونون معجبون بهذه: