القدوة وغرس الصلاح والإستقامة

القدوة وغرس الصلاح والإستقامة
بقلم/ محمـــد الدكـــروري
اليوم : الأحد الموافق 12 نوفمبر 2023

الحمد لله رب العالمين، والعاقبة للمتقين، ولا عدوان إلا على الظالمين، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه وسلم تسليما، تعتبر القدوة من أهم وأبرز ما يعين على غرس الصلاح والاستقامة في نفوس الأبناء، وقال عمرو بن عتبة ينبه معلم ولده لهذا الأمر ليكن أول إصلاحك لولدي إصلاحك لنفسك، فإن عيونهم معقودة بعينك، فالحسن عندهم ما صنعت، والقبيح عندهم ما تركت، ودخل أحدهم مع أولاده على إبراهيم الحربي فسأله إبراهيم هؤلاء أولادك؟ فقال الرجل نعم، قال إبراهيم احذر أن يروك حيث نهاك الله فتسقط من أعينهم، فالوالدان مطالبان بتطبيق أوامر الله تعالى وسنة رسوله المصطفي صلى الله عليه وسلم سلوكا وعملا.

والإستزادة من ذلك ما وسعهم، لأن أبناءهم في مراقبة مستمرة لهم صباحا مساء وفي كل آن، وكذا من الصلاح هو إختيار الأصحاب لأبنائهم ومعرفة من يجالسون، وقد بيّن لنا النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم أثر الرفيق والصاحب إيجابا وسلبا، وكما أن من الصلاح هو حمايتهم مما يخرم الدين ويخدش المروءة، حيث قال ابن القيم ويجب أن يتجنب الصبي إذا عقل مجالس اللهو والباطل، والغناء وسماع الفحش، والبدع، ومنطق السوء، فإنه إذا علق بسمعه عسر عليه مفارقته في الكبر، وعز على وليه استنفاذه منه، وهذا حق، فإن الوقاية من شرور هذه المنكرات أفضل بكثير من معالجة الصبي بعد تعلقه وشغفه بها، وقيل أنه كتب عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه لمؤدب ولده قائلا.

معلومة تهمك

ليكن أول ما يعتقدون من أدبك بغض الملاهي التي بدؤها من الشيطان، وعاقبتها سخط الرحمن جل جلاله، فإنه قد بلغني عن الثقات من حملة العلم أن حضور المعازف واستماع الأغاني واللهج بها ينبت النفاق في القلب كما ينبت الماء العشب، ومن ذلك الكتب والمجلات والقنوات التي تحمل أفكارا منحرفة تؤدي إلى زعزعة الإيمان وإدخال الشبهات لأن هذه الوسائل لها تأثير بالغ على الأبناء، لا سيما مع تدفق هذا السيل الجارف من القنوات الفضائية التي يبث فيها كل غث وسمين، ولقد قال أبو الحسن الأشعرى “وندين بحب السلف، الذين اختارهم الله تعالى لصحبة رسوله محمد صلى الله عليه وسلم، ونثنى عليهم بما أثنى الله به عليهم، ونتولاهم أجمعين، وندين بأن الأئمة الأربعة، خلفاء راشدون مهديون فضلاء، لا يوازيهم في الفضل غيرهم”

وهل نحن مأمورون بغير ذلك؟ فيقول الله تعالى فى سورة الحشر ” والذين جاءوا من بعدهم يقولون ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان ولا تجعل فى قلوبنا غلا للذين آمنوا ربنا إنك رءوف رحيم” وقد قال الحميدى في كتاب أصول السنة” فلن يؤمن المؤمن إلا بالإستغفار لهم، فمن سبهم أو تنفصهم أو أحدا منهم فليس على السنة” ومن جميل كلام الأَصبهانى في كتاب الإمامة “فلا يتتبع هفوات أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وزللهم، ويحفظ عليهم ما يكون منهم فى حال الغضب والموجدة إلا مفتون القلب في دينه”

تنبيه هام، المنشور يعبر عن رأي الكاتب ويتحمل مسؤوليته، دون ادنى مسؤولية علي الجريدة

تنبيه

احصل على تحديثات في الوقت الفعلي مباشرة على جهازك ، اشترك الآن.

معلومة تهمك

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

%d مدونون معجبون بهذه: