المقصد من وراء إصلاح المعاملات

المقصد من وراء إصلاح المعاملات
بقلم/ محمـــد الدكـــروري
اليوم : الأحد الموافق 12 نوفمبر 2023

الحمد لله رب العالمين، والعاقبة للمتقين، ولا عدوان إلا على الظالمين، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه وسلم تسليما، إن المتابع لأولويات الشريعة والملاحظ لمقاصدها التي يتغياها الشارع يقف بغير كد على مكانة المجتمع من التشريع، وأن صلاحه هو المقصد من وراء إصلاح المعاملات، وتقوية أواصره هي الغاية من الحث على التراحم بين أفراده، حتى إن الحدود الزواجر في أحد شقي فلسفتها مرادها حماية المجتمع من تفشي الأمراض الاجتماعية التي تضعف بنيته وتوهي روابطه والأسرة هي الوحدة الصغرى من وحدات بناء المجتمع، وان نجاح أى امة او فشلها متوقف على الاسرة وحالها فان كانت الاسرة ناجحة قوية متحضرة.

كانت الأمة كذلك والعكس كذلك فما الأمم الإ نتاج اسر وافراد فقوة الأمم وضعفها يقاس بالاسرة، وإن الاسرة فى اللغة هي مأخوذ من كلمة الأسر وهى بمعنى القوة والشدة، وفى الإصطلاح هي نواة المجتمع الأولى والتي تقوم على أساس من المحبة والإخاء والتعاطف ومجموعة من النظم والقواعد وهى أيضا رابطة اجتماعية تتكون من زوج، وزوجة، وأطفال، أو قد تكون دون أطفال، وقد تتوسع الأسرة لتصبح أكبر من ذلك، فتشمل أفرادا آخرين كالأجداد والأحفاد، يشتركون في معيشة واحدة، وتتكون الأسرة من أفراد تربط بينهم صلة القرابة والرحم، وتساهم الأسرة في النشاط الاجتماعي في كل جوانبه المادية والروحية والعقائدية والاقتصادية، وللأسرة حقوق مثل حق الصحة، وحق التعلم.

معلومة تهمك

وحق السكن الأمن كما للأسرة واجبات مثل نقل التراث واللغة عبر الأجيال، والوظيفة، وإن من أسباب لين القلوب واتعاظها هو التفكر والنظر في أحوال المرضى، والفقراء والمبتلين، وكما أن من أسباب قسوتها هو الاغترار بالصحة والقوة، والغنى والثروة، فقال النبي صلى الله عليه وسلم “انظروا إلى من هو دونكم، ولا تنظروا إلى مَن هو فوقكم فإنه أجدر أن لا تزدروا نعمة الله عليكم” فلو ذهب أي انسان إلي أي مستشفى، ورأى أحوال المرضى وما يقاسونه من الآلام، ولو نظر إلى الفقراء والأيتام، وما هم فيه من الحاجة والمجاعة، لعرف قدر نعمة الله عليه ولان قلبه، لكن حينما يصرف النظر عن ذلك، وينظر إلى أهل الترف والغنى، وما بأيديهم من زهرة الحياة الدنيا، فإنه يقسو قلبه ويتعاظم في نفسه.

وقد أمر الله عز وجل نبيّه صلى الله عليه وسلم أن يُجالس فقراء المسلمين والمستضعفين من المؤمنين، وأن لا يتجاوزهم إلى أصحاب الثراء والغفلة، وإن الكرم هو عمدة مكارم الأخلاق، فيفتخر به الأبناء والأحفاد، وتتناقله أخبار الركبان، وتدونه الصحف والكتب، ويسجله التاريخ بمداد الفخر على صفحات الأيام، والسخاء والكرم يقلل الأعداء، ويكثر الأحباء، ويغفر الزلات ويستر العيوب، فالسخي محبوب في حياته وبعد موته، والناس يجلونه في حضرته وغيبته، ويقلدونه في قوله وفعله والسخي كلمته مسموعة، وأمره مطاع ورأيه سديد، وإن الكرم هو إنفاق المال الكثير بسهولة من النفس في الأمور الجليلة القدر، الكثيرة النفع، وهو التبرّع بالمعروف قبل السؤال، والإطعام في المحل، والرأفة بالسائل مع بذل النائل.

تنبيه هام، المنشور يعبر عن رأي الكاتب ويتحمل مسؤوليته، دون ادنى مسؤولية علي الجريدة

تنبيه

احصل على تحديثات في الوقت الفعلي مباشرة على جهازك ، اشترك الآن.

معلومة تهمك

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

%d مدونون معجبون بهذه: