الأخلاق الإسلامية الراقية

الأخلاق الإسلامية الراقية
بقلم/ محمـــد الدكـــروري
اليوم : الثلاثاء الموافق 14 نوفمبر 2023

الحمد لله رب العالمين، والعاقبة للمتقين، ولا عدوان إلا على الظالمين، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه وسلم تسليما، أما بعد، إن نبينا الكريم محمد صلى الله عليه وسلم القدوة الأولى والمدرسة العليا، فقد كان صنع المعروف شيمة لا تغادره، فقد كانت أحاديثه شاهدا على حث أصحابه على صنع المعروف، فمن أحاديثه في ذلك هو ما رواه أهل السنن عن ابن عمر رضي الله عنهما أن رجلا جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله، أي الناس أحب إلى الله؟ وأي الأعمال أحب إلى الله؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم “أحب الناس إلى الله تعالي أنفعهم للناس، وأحب الأعمال إلى الله سرور تدخله على مسلم، أو تكشف عنه كربة،

أو تقضي عنه دينا، أو تطرد عنه جوعا، ولأن أمشي مع أخ لي في حاجة أحب إلي من أن أعتكف في هذا المسجد شهرا أي في مسجد المدينة، ومن كف غضبه ستر الله عورته، ومن كظم غضبه، ولو شاء أن يمضيه أمضاه، ملأ الله قلبه رخاء يوم القيامة، ومن مشى مع أخيه في حاجة حتى تتهيأ له، ثبت الله قدمه يوم تزول الأقدام” وكذلك ما رواه الإمام أحمد عن أبي جري الهجيمي، قال أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت يا رسول الله إنّا قوم من أهل البادية، فعلمنا شيئا ينفعنا الله تبارك وتعالى به قال صلى الله عليه وسلم “لا تحقرن من المعروف شيئا، ولو أن تفرغ من دلوك في إناء المستسقي، ولو أن تكلم أخاك ووجهك إليه منبسط” فما أحوجنا في هذه الأيام إلي هذه الأخلاق الراقية.

معلومة تهمك

وهذه الصنائع البديعة، التي أرشد إليها النبي المصطفي صلى الله عليه وسلم من استنصحه، وإن رحمة المصطفى صلى الله عليه وسلم، تعدت بني الإنسان، إلى الطير والحيوان، فقيل دخل النبي صلى الله عليه وسلم حائطا لرجل من الأنصار ، فإذا جمل فلما رأى النبي حن إليه وذرفت عيناه ، فأتاه النبي صلى الله عليه وسلم فمسحه فسكن فقال ” لمن هذا الجمل؟ فجاء فتى من الأنصار، فقال هو لي يا رسول الله ، فقال ” أَلا تتقى الله في هذه البهيمه التى ملكك الله إياها، فإنه شكا لى أنك تجيعه وتتعبه” رواه أبو داود وغيره، يالها من رحمة نبوية عامة وشفقة إنسانية هامة، وعن جابر رضي الله عنه قال ” رأى النبي صلى الله عليه وسلم حمار قد وسم فى وجهه فقال ” لعن الله الذى وسمه” رواه مسلم، وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال.

” نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن التحرش بالبهائم ” رواه أبو داود والترمذى، وهذا غيض من فيض من رحمته صلى الله عليه وسلم بالحيوان والطير، فأين الرفق بالحيوان اليوم عما يحصل للحيوانات من تعذيب وقتل، كمصارعة الثيران، وضربها بالسيوف، والتحريش بين بعض الطيور كمصارعة الديوك، واتخاذ بعض الحيوان والطير غرضا للتنافس، حيث توقف وترمى بالرصاص أو السهام ، أين منظمة الرفق بالحيوان، وقد بلغ من تواضع النبي صلى الله عليه وسلم وزهده، أنه ما شبع من تمر أو بر في يوم من أيام حياته، فقد أخرج البخاري في صحيحه من حديث جابر رضي الله عنه، أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يربط بطنه بحجر من الجوع.

تنبيه هام، المنشور يعبر عن رأي الكاتب ويتحمل مسؤوليته، دون ادنى مسؤولية علي الجريدة

تنبيه

احصل على تحديثات في الوقت الفعلي مباشرة على جهازك ، اشترك الآن.

معلومة تهمك

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

%d مدونون معجبون بهذه: