الجنة و أهل المعروف

الجنة و أهل المعروف
بقلم/ محمـــد الدكـــروري
اليوم : الثلاثاء الموافق 14 نوفمبر 2023

الحمد لله رب العالمين، والعاقبة للمتقين، ولا عدوان إلا على الظالمين، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه وسلم تسليما، فهو صلي الله عليه وسلم الذي قال عنه عمر بن الخطاب رضي الله عنه ” لقد رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يظل اليوم يتلوى، ما يجد دقلا، أى تمرا رديئا، يملأ به بطنه” رواه مسلم، ولم يتنعم بالنوم على الفراش الوثير في حياته، مع أنه كان يحكم أكبر دولة في العالم آنذاك، دخل عمر بن الخطاب رضي الله عنه، على رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو نائم على حصير قد أثر في جنبه الشريف، وفي خزانته صاع من شعير فبكى عمر رضى الله عنه، فقال صلى الله عليه وسلم ” ما يبكيك يا بن الخطاب ” ؟ قلت يا نبي الله ومالى لا أبكي وهذا الحصير قد أثر في جنبك،

وهذه خزانتك لا أرى فيها إلا ما أرى وذاك قيصر وكسرى، في الثمار والأنهار، وأنت رسول الله صلى الله عليه وسلم وصفوته ، وهذه خزانتك فقال صلى الله عليه وسلم ” يا بن الخطاب ألا ترضى أن تكون لنا الآخرة ولهم الدنيا ” قلت بلى” متفق عليه، ولقد كان سلفنا الصالح يسعون إلى صناعة المعروف، ويحرصون عليه، ويلتمسونه، مبتغين الأجر والاقتداء بسنة نبينا العدنان، فهذا هو عمر بن الخطاب رضي الله عنه لما ولي الخلافة، خرج يتحسس أخبار المسلمين، فوجد أرملة وأيتاما عندها يبكون، يتضاغون من الجوع، فلم يلبث أن غدا إلى بيت مال المسلمين، فحمل وقر طعام على ظهره، وانطلق فأنضج لهم طعامهم، فما زال بهم حتي أكلوا وضحكوا، وهذا عبدالله بن المبارك كان ينفق من ماله على الفقهاء.

معلومة تهمك

وكان من أراد الحج من أهل مرو المدينة التي يعيش فيها إنما يحج من نفقة ابن المبارك، كما كان يؤدي عن المدين دينه، ويشترط على الدائن ألا يخبر مدينه باسمه، وإن من ثمرات صنع المعروف، أنه يدفع البلاء وسوء القضاء، كما مر من قوله صلى الله عليه وسلم “صنائع المعروف تقي مصارعَ السوء” كما أن أصحاب المعروف من أول الداخلين إلي جنات رب العالمين فقد روي عن أبي أمامة رضي الله عنه أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول “إن أهل المعروف في الدنيا هم أهل المعروف في الآخرة، وإن أول أهل الجنة دخولا أهل المعروف” رواه الطبراني، فاقصد أخي المسلم بعملك وصنعك المعروف للآخرين وجه الله تعالى واتبع فيه هدي النبي صلى الله عليه وسلم فإنه لا يصلح العمل إلا بهذين الشرطين.

ولا تتأخر في الاستجابة لمن طلب منك المساعدة، وقدم المعروف ولا تتأخر بل سارع فيه بنفس طيبة راضية، فإن ذلك من التقوى، وإذا وفقك الله لصنع المعروف، فأحسن فيه، واجعله من أحسن ما يكون، وكافئ من صنع لك معروفا ولو بكلمة طيبة، فإن ذلك يساعدك بعد الله على صنع المعروف، وإن من نوادر السلف المعروفه، وهي أن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما كان يصلي نفلا، وكان مولاه نافع جالسا بقربه ينتظر منه أي أمر يَحتاج إليه ليؤديه، ولا يخفى أن نافعا كان من كبار العلماء، وأنه من رواة السنة الثقات رحمه الله وقد أحبه عبد الله بن عمر حبا شديدا، لما وجد من صفات عالية، وفي أثناء قراءة عبد الله بن عمر في صلاته وصل إلى قوله سبحانه وتعالى ” لن تنالوا البر حتي تنفقوا مما تحبون”

فأشار عبد الله بن عمر رضي الله عنهما بيده، فلم يفهم نافع لماذا يشير؟ مع شديد حرصه على تنفيذ ذلك، فبقي ينتظر تسليمه ليسأله إلى ماذا يشير؟ فقال عبد الله رضي الله عنهما تأملت فيما أملك، فما وجدت أعز لي منك، فأحببت أن أشير إليك بالعتق وأنا في الصلاة خوفا أن تغلبني نفسي، فأعدل عن ذلك بعد الصلاة، فلذلك أشرت، فبادر نافع رحمه الله وقال إذن الصحبة، فقال ابن عمر رضي الله عنهم أجمعين لك ذلك.

تنبيه هام، المنشور يعبر عن رأي الكاتب ويتحمل مسؤوليته، دون ادنى مسؤولية علي الجريدة

تنبيه

احصل على تحديثات في الوقت الفعلي مباشرة على جهازك ، اشترك الآن.

معلومة تهمك

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

%d مدونون معجبون بهذه: