الدكروري يكتب عن الآيات البينات واحدة

الآيات البينات واحدة

الدكروري يكتب عن الآيات البينات واحدة
بقلم / محمـــد الدكـــروري
اليوم : الأربعاء الموافق 15 نوفمبر 2023

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام الأتمان الأكملان على خاتم الأنبياء والمرسلين، نبينا محمد وعلى آله الطيبين وصحبه أجمعين، روي عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه قال دخل عليّ رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا مريض لا أعقل، فتوضأ فصبّوا علي من وضوئه فعقلت” رواه مسلم، ومن ذلك بركة يده صلى الله عليه وسلم فيما لمسه وغرسه لسلمان رضي الله عنه، فعن وهب بن كيسان، عن جابر بن عبد الله أنه أخبره أن أباه توفي وترك عليه ثلاثين وسقا لرجل من اليهود، فاستنظره جابر، فأبى أن ينظره، فكلم جابر رسول الله صلى الله عليه وسلم ليشفع إليه، فجاءه رسول الله صلى الله عليه وسلم فكلم اليهودي ليأخذ تمر نخله بالذي له، فأبى، فدخل رسول الله صلى الله عليه وسلم فمشى فيها.

ثم قال يا جابر، جد له فأوفه الذي له، فجد بعدما رجع رسول الله صلى الله عليه وسلم فأوفاه ثلاثين وسقا، وفضلت له سبعة عشر وسقا، فجاء جابر رسول الله صلى الله عليه وسلم ليخبره بالذي فعل، فوجد رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي العصر، فلما انصرف رسول الله صلى الله عليه وسلم جاءه فأخبره أنه قد وفاه، وأخبره بالفضل الذي فضل، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أخبر ذلك ابن الخطاب، فذهب جابر إلى عمر فأخبره، فقال عمر رضي الله عنه لقد علمت حيث مشى فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم ليباركن الله عز وجل فيها” رواه البخاري، ولقد توقع عمر بن الخطاب رضي الله عنه أن يقضي التمر مع قلته دين جابر رضي الله عنه وذلك ليقينه ببركة النبي صلى الله عليه وسلم.

معلومة تهمك

وقال ابن حجر ” وفيه علم ظاهر من أعلام النبوة، لتكثير القليل إلى أن حصل به وفاء الكثير، وفَضل منه ” وقال ابن كثير ” وهذا الحديث قد روي من طرق متعددة عن جابر بألفاظ كثيرة، وحاصلها أنه ببركة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ودعائه له، ومشيه في حائطه وجلوسه على تمره، وفّى الله دين أبيه، وكان قد قتل بأحد، وجابر كان لا يرجو وفاءه في ذلك العام ولا ما بعده، ومع هذا بقي له من التمر أكثر وفوق ما كان يؤمله ويرجوه ولله الحمد والمنة ” فإن الآيات البينات واحدة، ولكن الله تعالى، أراد أن يهدي بها واحدا ولا يهدي بها آخر، وهذا التفاوت مرده إلى قلب كل واحد من هؤلاء السامعين، فهذا قلب رقيق متواضع سيفتحه الله عز وجل للقرآن الكريم، وهذا قلب غليظ قاسى لن يُيسر الله تعالى له الهداية.

فقد قال الله سبحانه وتعالى عن ذلك فى كتابة الكريم فى سورة الزمر ” أفمن شرح الله صدره إلى الإسلام فهو على نور من ربه فويل للقاسية قلوبهم من ذكر الله أولئك فى ضلال مبين، الله نزل أحسن الحديث كتابا متشابها مثانى تقشعر منه جلود الذين يخشون ربهم ثم تلين جلودهم وقلوبهم إلى ذكر الله، ذلك هدى الله يهدى به من يشاء ومن يضلل الله فما له من هاد ” فالمسألة في الحقيقة قلبية بحتة، فهذا قلب قاسى معزول عن ذكر الله، وقلب خاشع يلين لذكر الله، فليس هناك ظلم ولا إجحاف، إنما العبد في الواقع هو الذي يختار بقلبه، ويحدد بإرادته، والله يهدي أصحاب القلوب الرقيقة، ويضل الغلاظ القساة، وهذا منتهى العدل والحكمة.

تنبيه هام، المنشور يعبر عن رأي الكاتب ويتحمل مسؤوليته، دون ادنى مسؤولية علي الجريدة

تنبيه

احصل على تحديثات في الوقت الفعلي مباشرة على جهازك ، اشترك الآن.

معلومة تهمك

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

%d مدونون معجبون بهذه: