الدكروري يكتب عن الناس والعقيدة الإسلامية الصحيحة
بقلم / محمـــد الدكـــروري
اليوم : الأربعاء الموافق 15 نوفمبر 2023
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام الأتمان الأكملان على خاتم الأنبياء والمرسلين، نبينا محمد وعلى آله الطيبين وصحبه أجمعين، إن بركة النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم تمثلت في أكثر من شيء، فبدنه مبارك، ورؤيته بركة، وكلامه كذلك، والله تعالى أرسل نبيه صلى الله عليه وسلم لدعوة الناس وهدايتهم بأقواله وأفعاله، فهل كل من سمع كلامه آمن به؟ أو رآه سرت إليه بركته؟ كلا، لا يزعم هذا أحد، فالذين أعرضوا عن دعوته وماتوا كافرين بالله تعالى كأبي جهل وأبي لهب وغيرهم ممن عاصره صلى الله عليه وسلم هم من أكثر الناس له سماعا ورؤية، وتماسا باليد والبدن سنين طويلة، ومع ذلك لم ينتفعوا من ذلك بشيء، ولا شك أن بركته صلى الله عليه وسلم موجودة وحاضرة، لا يمنع من سريانها مانع منه صلى الله عليه وسلم.
بل علة المنع منهم، فهم الذين لم يقبلوا هدى الله عز وجل الذي أرسله به، فإنما هم قيعان لا تمسك ماء ولا تنبت كلأ، وقد وقعت أبصارهم عليه، فأين هم من الحديث الذي رواه أبو سعيد الخدري رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال “طوبى لمن رآني، ولمن رأى من رآني، ولمن رأى من رأى من رآني” رواه الطبراني، وإذا انشغل الكثير من الناس ببركته الحسية صلى الله عليه وسلم وهي ولا شك ثابتة له، وهي من عظيم فضائله ومن دلائل نبوته، فأين نحن من الاهتمام ببركته المعنوية في إتباع هديه وسنته وشريعته صلي الله عليه وسلم؟ فاللهم صلي وسلم وبارك علي سيدنا محمد وعلي آله وأصحابه أجمعين، فإن الناس لن تعرف شيئا عن العقيدة الإسلامية الصحيحة بما فيها من توحيد لله، وإيمان بالنبوة، ويقين في اليوم الآخر.
معلومة تهمك
إلا إذا كان الحديث في هذه الأمور مباشرا صريحا لا لبس فيه ولا غموض، فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يسابق الزمن في حديثه مع الناس في شأن الإسلام، فهذا اللقاء مع بني عبد الأشهل قد لا يتكرر أبدا، وقد ينبهرون فيه بأخلاق الرسول صلى الله عليه وسلم، دون أن يلتفتوا إلى أن كمال أخلاقه، راجع إلى نبوّته وعصمة الله عز وجل له، وقد يظنونه أحد الشرفاء الكثيرين الذين برزوا في جانب الأخلاق، ومع ذلك فهم يعبدون اللات والعزى، لذلك كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يدخل في صلب العقيدة مباشرة، فيتحدث عن توحيد الله وعدم الإشراك به، ويصف معتقده في اليوم الآخر، ويقرأ على الناس آيات من القرآن الكريم، وهكذا يجب أن يكون الداعية الصادق، الذي يحمل همّ الدعوة، ويحرص على أن يكون سببا في هداية الناس.
ولننظر جميعا كيف أن الله عز وجل يفتح قلوبا للإسلام بكلمات قليلة، بينما تنغلق قلوب أخرى فلا تتأثر قيد أنملة، ولقد شرح رسول الله صلى الله عليه وسلم أمر الإسلام بكلمات موجزة، وقرأ بضع آيات من القرآن الكريم، ولقد كانت الرسالة واضحة جدا، ومع ذلك فقد تفاوتت ردود الفعل للآيات نفسها تفاوتا عجيبا, فأحد السامعين تأثر بشدة وأخذ قرار تغيير العقيدة إلى الإسلام بشكل سريع للغاية، وسامع آخر أخذ الاتجاه المضاد تماما، فلم يكتفى برفض الدين، بل حرص على صد الآخرين عن الإيمان، ومجموعة أخرى من السامعين سكتت ولم تعلق، وكأنها مترددة لا تعرف في أي الاتجاهات تسير، ولقد قال الله سبحانه وتعالى عن ذلك فى كتابة الكريم فى سورة الحج ” وكذلك أنزلناه آيات بينات وأن الله يهدى من يريد “
تنبيه هام، المنشور يعبر عن رأي الكاتب ويتحمل مسؤوليته، دون ادنى مسؤولية علي الجريدة
تنبيه