الدكروري يكتب عن العبد المسلم مع شُعب الإيمان
بقلم / محمـــد الدكـــروري
اليوم : الخميس الموافق 16 نوفمبر 2023
إن الحمد لله، نحمده ونستغفره ونستعينه ونستهديه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، لقد شجع الإسلام على جميع الأعمال التي تدر على الإنسان بالرزق، سواء زراعة أو صناعة أو عملا مهنيا أو تجارة، قال المصطفى وهو يحبذ ويشجع على التجارة ” تسعة أعشار الرزق في التجارة” وروى الإمام أحمد في المسند أن النبي صلى الله عليه وسلم قال “أطيب الكسب عمل الرجل بيده وكل بيع مبرور” وقد ورد في الجامع الصغير، ورمز له السيوطي بعلامة الصحة ” من بات كالا في طلب الحلال بات مغفورا له” وقيل أنه صعد أحد الخلفاء الراشدين ويقال سيدنا عثمان بن عفان رضي الله عنه المنبر، فأُرتج عليه.
فقال ” أنتم إلى إمام عامل، أحوج منكم إلى إمام قائل ” لغة العمل أبلغ من لغة القول، وورد في الأثر “أن خير الكسب كسب التجار، الذين إذا حدثوا لم يكذبوا، وإذا وعدوا لم يخلفوا، وإذا ائتمنوا لم يخونوا، وإذا اشتروا لم يذموا، وإذا باعوا لم يطروا، وإذا كان لهم لم يعسروا، وإذا كان عليهم لم يمطلوا ” فالنبي عليه الصلاة والسلام حثنا على الكسب المشروع، وعلى التجارة الصادقة، ولقد أخبر عليه الصلاة والسلام بأن إماطة الأذى عن الطريق صدقة وأنها من شُعب الإيمان، بل ورد في صحيح مسلم من حديث عامر بن عمرو رضي الله عنه “أن من أغضب مسلما فقد أغضب ربه، وأنه على خطر من عقوبته وانتقامه حتى وإن كان المؤذي من أفاضل الناس وخيارهم، فاحذروا أذية المؤمنين والإساءة إلى الناس أجمعين.
إلا بحق ظاهر قام عليه الدليل البيّن السالم من المعارض من الكتاب والسنة، والمأثور عن السلف الصالح من هذه الأمة، ليكون لكم برهانا قاطعا، وحجة دافعة حين تختصمون إلى ربكم، فتؤدى الحقوق إلى أهلها، فإن أذية المؤمن ظلم، ودعوة المظلوم ليس بينها وبين الله حجاب، والصبر على أذى الخلق أفضل من الدعاء عليهم، فقال الله تعالى كما جاء فى سورة النحل ” ولئن صبرتم لهو خير لكم” وإن من الأذى ما لا تكفره الصلاة ولا الصدقة ولا الصوم، بل لا يُغفر للظالم حتى يغفر له المظلوم، وهيهات أن يعفو المظلوم يوم تتطاير الصحف وتعز الحسنات، ويعظم الإيذاء ويتضاعف الإثم وتشتد العقوبة كلما عظمت حرمة الشخص أو الزمان أو المكان أو المناسبة، ولئن كان الاستهزاء بالناس أذية وبلية.
فإن الاستهزاء بالصالحين والعُبّاد والمحتسبين أشد إثما وأكثر خطرا، وهذا الهمز واللمز هو أول سلاح أشهِر أمام الأنبياء والرسل، وإن ظلم ذوي القربى أشد مضاضة، وقد أوصى النبي صلى الله عليه وسلم بالنساء في خطبة الوداع، كما وصى بهن وهو على فراش الموت، فويل لمن آذى وصية النبي صلى الله عليه وسلم وظلم النساء، ولقد أوصى النبي الكريم صلى الله عليه وسلم بالنساء في خطبة الوداع، كما وصى بهن وهو على فراش الموت، فويل لمن آذى وصية النبي صلى الله عليه وسلم وظلم النساء، وويل لمن آذت زوجها، فإن الملائكة تلعنها، فإن أذية أحد الزوجين للآخر من أقبح صور الأذى، فإذا كان إيذاء المسلمين ببعض الأمثلة التي مضت يُعد كبيرة من الكبائر وجريمة من المحرمات فما بالكم بألوان من الأذى يتضرر منه ملايين المسلمين ويقع بلاؤه على مجموع الأمة ؟
تنبيه هام، المنشور يعبر عن رأي الكاتب ويتحمل مسؤوليته، دون ادنى مسؤولية علي الجريدة
تنبيه