الدكروري يكتب عن تصدق ولو بتمرة من الطيب

تصدق ولو بتمرة من الطيب

الدكروري يكتب عن تصدق ولو بتمرة من الطيب
بقلم / محمـــد الدكـــروري
اليوم : الجمعة الموافق 17 نوفمبر 2023

الحمد لله المبدئ المعيد، الفعال لما يريد، خلق فسوى، وقدر فهدى، أحمده وأشكره وأثني عليه الخير كله، هو رب كل شيء ومليكه، وأصلي وأسلم على رسوله ومصطفاه، محمد بن عبدالله، وعلى آله وصحبه أجمعين، روي الإمام أحمد عن أبى هريرة رضى الله عنه قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ” إن الرجل إذا تصدق بتمرة من الطيب، ولا يقبل الله إلا الطيب، وقعت فى يد الله فيربيها له كما يربى أحدكم فلوه أو فصيلة حتى تعود فى يده مثل الجبل” فإن الزكاة من بين أركان الإسلام شرعة الحق، والتكافل الاجتماعى الذى يحفظ على المجتمع توازنه، بالعطف، والمودة، والإيثار، ونقاء السريرة، ونبذ سموم الأَحقاد والتحاسد، هذه منزلتها، وهذا أَثرها كما رسمه الإسلام العظيم لأتباعه إلا أن الواقع يعطي شهادة بالإدانة على الأغنياء لصالح الفقراء.

فلو أعطى كل غنى حق الله من مال الله لعباده الفقراء، ما بقى فى الدنيا فقير، ولا مسكين، ولا جائع، وأغنياء المسلمين فى العالم لا يحدهم التعداد من كثرتهم ولكن أرقام الذين يفارقون الحياة بسبب الجوع، أو المرض، يصيب النفس بالهلع والغثيان، إضافة إلى قائمة الضرورات الحياتية المهمة التى يفقدها المحرومون من أدنى الحقوق فى أقطار المعمورة من المسلمين، وإذا هدم الأثرياء من المسلمين ركنا عظيما من أركان هذا الدين، فإن إيمانهم كله فى خطر، على اعتبار أن القائم بأركان الإسلام الخمسة، والمراعى لها يقيم الدين كله، فعن عبدالله بن عمر رضى الله عنهما، قال النبى الكريم صلى الله عليه وسلم ” بُنى الإسلام على خمس، شهادة أن لا إله إلا الله، وأن محمدا عبده ورسوله، وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، وحج البيت، وصوم رمضان” رواه مسلم.

معلومة تهمك

وكيف ينسى المؤمن حقا أوجبه الله عليه لأخيه الفقير، فقال تعالى ” وفى أموالهم حق للسائل والمحروم” فالزكاة هى بركة مال الغنى وسد حاجة الفقير، وبها يعيش الطرفان في جو من الود والمحبة، وإن للزكاة فضائل مهمة، وآثار اجتماعية، ومنافع دينية، تلخص هدف الإسلام فى إرساء قواعد البِر، والتعاون المبني على أسس شرعية، ولذلك كانت من أهم وصايا رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى أصحابه، حين ابتعثهم للبلاغ، وبيان الإسلام، فعن ابن عباس رضى الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث معاذا إلى اليمن، فقال “إنك تأتى قوما أهل كتاب، فادعهم إلى شهادة أن لا إله إلا الله، وأنى رسول الله” ولأجل ذلك كانت وقفة الصديق أبي بكر رضي الله عنه لما منع الأعراب الزكاة.

فعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال لما توفى رسول الله صلى الله عليه وسلم ارتدت العرب، فقال عمر بن الخطاب رضي الله عنه يا أبا بكر، أتريد أن تقاتل العرب؟ قال، فقال أبو بكر إنما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم” أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله، وأني رسول الله، ويقيموا الصلاة، ويؤتوا الزكاة” والله لو منعوني عناقا كانوا يؤدونه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم لأقاتلنهم عليه، قال عمر فلما رأيت رأى أبي بكر قد شرح عليه، علمت أنه الحق ” وقد يتعلل أحد الناس بأنه يدفع كثيرا من الضرائب التى تفرضها الدولة، وبالتالي يقوم بخصم نسبة الضرائب من حظ الزكاة، وهذا خلط للأمور.

تنبيه هام، المنشور يعبر عن رأي الكاتب ويتحمل مسؤوليته، دون ادنى مسؤولية علي الجريدة

تنبيه

احصل على تحديثات في الوقت الفعلي مباشرة على جهازك ، اشترك الآن.

معلومة تهمك

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

%d مدونون معجبون بهذه: