الدكروري يكتب عن نشر العلم وبيانه للناس

نشر العلم وبيانه للناس

الدكروري يكتب عن نشر العلم وبيانه للناس
بقلم / محمـــد الدكـــروري
اليوم : الجمعة الموافق 17 نوفمبر 2023

الحمد لله المبدئ المعيد، الفعال لما يريد، خلق فسوى، وقدر فهدى، أحمده وأشكره وأثني عليه الخير كله، هو رب كل شيء ومليكه، وأصلي وأسلم على رسوله ومصطفاه، محمد بن عبدالله، وعلى آله وصحبه أجمعين، إن الإسلام دين شمولي يحض على التكافل الاجتماعي والاقتصادي، وإخراج المال وبذله للآخرين مآله إسعاد فئات متنوعة من المجتمع وسد حاجاتهم، وبالتالي الجزاء من جنس العمل “وهل جزاء الإحسان إلا الإحسان” فالله سبحانه تكفل لمن أنفق دون رياء وبذل بلا منّ وأذى، أن يداوي مرضاه ويعافي مبتلاه، والعلاج بالصدقة لدفع الأمراض والبلاء عام قد ينتفع منه غير المؤمن كالفاجر والظالم والكافر، حيث قال الإمام ابن القيم رحمه الله تعالى “فإن للصدقة تأثيرا عجيبا في دفع أنواع البلاء ولو كانت من فاجر أو من ظالم بل من كافر.

فإن الله تعالى يدفع بها عنه أنواعا من البلاء وهذا أمر معلوم عند الناس خاصتهم وعامتهم وأهل الأرض كلهم مقرون به لأنهم جربوه، وإن نشر العلم وبيانه عهد، فقال تعالى “وإذ أخذ الله ميثاق الذين أوتوا الكتاب لتبيننه للناس ولا تكتمونه” فقال قتادة “هذا ميثاق أخذه الله على أهل العلم، فمن تعلم علما فليعلمه الناس، وإياكم وكتمان العلم فإن كتمان العلم هلكة” وكذلك فإن بيع النفس والمال بالجنة في الجهاد في سبيل الله عهد حيث قال تعالى ” إن الله اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بأن لهم الجنة يقاتلون فى سبيل الله فيقتلون ويقتلون وعدا عليه حقا فى التوراه والإنجيل والقرآن ومن أوفى بعهده من الله ” فقال شمر بن عطية “ما من مسلم إلا ولله عز وجل في عنقه بيعة، وفى بها أو مات عليها” ثم تلا هذه الآية.

معلومة تهمك

وجملة القول أن العهد بين الله وبين خلقه على عبادته وطاعته، وهي أمانة حملها الإنسان، فقد قال الله تعالى “إنا عرضنا الأمانة على السماوات والأرض والجبال فأبين أن يحملنها وأشفقن منها وخملها الإنسان إنه كان ظلوما جهولا” وهكذا فإن العهد قسمان عهد مع الله وعهد مع الناس، فأما العهود التي بين الناس بعضهم بعضا فهي كثيرة يختارها الناس، فهي مواثيق وعهود ووعود والتزامات بحاجة إلى الوفاء، وإلا اختلت موازين التعامل والمعاشرة بين الناس، وقد أرشد النبي صلى الله عليه وسلم إلى قيمة الوفاء، وضمن الجنة لمن أداه، فقال صلى الله عليه وسلم “اضمنوا لي ستا من أنفسكم أضمن لكم الجنة، اصدقوا إذا حدثتم، وأوفوا إذا وعدتم، وأدوا إذا ائتمنتم، واحفظوا فروجكم، وغضوا أبصاركم، وكفوا أيديكم” رواه أحمد والحاكم.

وإن ناكث العهد خصم، ويكون خصمه يوم القيامة رب العالمين عز وجل، وقد قال صلى الله عليه وسلم “قال الله تعالى ثلاثة أنا خصمهم يوم القيامة، رجل أعطى بي ثم غدر أي حلف باسم الله وعهده، ورجل باع حرا وأكل ثمنه، ورجل استأجر أجيرا فاستوفى منه ولم يعطه أجره” فاللهم أعز الإسلام والمسلمين، وأذل الشرك والمشركين، ودمّر أعداءك أعداء الدين، وانصر عبادك الموحدين، اللهم آمنا في أوطاننا، وأصلح أئمتنا وولاة أمورنا، اللهم وفق ولي أمرنا لما تحبه وترضاه من الأقوال والأعمال، واللهم اغفر لنا ولوالدينا، وللمسلمين والمسلمات، الأحياء منهم والأموات، واللهم أصلح نياتنا وذرياتنا، وبلغنا فيما يرضيك آمالنا، وحرم على النار أجسادنا، ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار، سبحان ربك رب العزة عما يصفون، وسلام على المرسلين، والحمد لله رب العالمين.

تنبيه هام، المنشور يعبر عن رأي الكاتب ويتحمل مسؤوليته، دون ادنى مسؤولية علي الجريدة

تنبيه

احصل على تحديثات في الوقت الفعلي مباشرة على جهازك ، اشترك الآن.

معلومة تهمك

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

%d مدونون معجبون بهذه: