حرمة الدم وإستحقاق الحياة
حرمة الدم وإستحقاق الحياة
بقلم / محمـــد الدكـــروري
اليوم : الجمعة الموافق 17 نوفمبر 2023
الحمد لله المبدئ المعيد، الفعال لما يريد، خلق فسوى، وقدر فهدى، أحمده وأشكره وأثني عليه الخير كله، هو رب كل شيء ومليكه، وأصلي وأسلم على رسوله ومصطفاه، محمد بن عبدالله، وعلى آله وصحبه أجمعين، أيها الناس لقد تفاقم الوضع وتعاظم الأمر وتطاير الشرر عندما تخلى الآباء عن مسؤولية التربية الصحيحة وأهملوا الإلمام بأسس العناية السليمة فليست التربية عنف كلها ولا رخو جلها بل شدة في غير عنف ولين في غير ضعف، هكذا هي التربية، أما أن يعتقد أب أو تظن أم أن التربية تكبيل بالسلاسل وضرب بالحديد والمناشير وسجن في غرفة مظلمة مدلهمة فيخرج لنا جيل تسيل دماؤه وتنتفخ أوداجه يخاف من خياله ويهرب من ظله ويغضب ويثور لأتفه الأسباب فيكن العداء لأمته، والبغضاء لوطنه.
فليس ذلك بمطلوب ولا مرغوب ألا فاعلموا أيها الناس أن شريعة الإسلام لم تأتي بمثل هذا العنف والجبروت والهجية والعنجهية بل الإسلام دين الرحمة والرأفة لاسيما الرحمة ببني الإنسان، ولقد جعل النبى الكريم محمد صلى الله عليه وسلم المسلم وغير المسلم سواء في حرمة الدم واستحقاق الحياة، فقال في الحديث الذي رواه البخاري، عن عمرو بن العاص “من قتل معاهدا لم يرح رائحة الجنة” وفى رواية أخرى “من قتل قتيلا من أهل الذمة حرّم الله عليه الجنة” رواه النسائي، وقد شهد أحد البطارقة على سماحة الإسلام مع أهل الذمة بقوله “إن العرب الذين مكنهم الزمن من السيطرة على العالم يعاملوننا بعدالة لا حدود لها” وتمتد قائمة حقوق الإنسان في الإسلام، فنجد حرية الرأي والتعبير، والحرية في الإسلام أصل عام.
معلومة تهمك
يمتد إلى كل مجالات الحياة، وخاصة حرية التفكير والرأي، فقد فتح الإسلام مجالا رحبا للتفكير وإعمال العقل، وكان الرسول صلى الله عليه وسلم يحترم حرية الرأى، ويشجع عليها، وكان حين يرى الرأي، ويرى بعض أصحابه خلافه، يرجع عن رأيه إلى رأى من يخالفه، بعد أن يتبين وجه المصلحة فيه، وخير مثال على ذلك ما حدث في غزوة بدر حين نزل صلى الله عليه وسلم منزلا، وأشار الحباب بن المنذر بغيره، فقال صلى الله عليه وسلم لقد أشرت بالرأي، وبادر بتنفيذ ما أشار به الحباب، ولم يستبد برأيه صلى الله عليه وسلم رغم أنه السيد المطاع، والإمام المقتدى به، فإن هذا الموقف ليعين على نشر الحرية، ورفع رايتها، وإعلاء صورتها، ومد جذورها، ويشجع على الآراء الناضجة كي تنبت وتترعرع.
فانظروا إلى الشباب والشابات عبر الشوارع والطرقات، وتأملوا تلكم الموضات والقصات سلاسل وقبعات، ودخان ومخدرات أشكال غريبة وهيئات مريبة وشباب تائهون حائرون تنكب للأرصفة وتدمير للمنشآت والأبنية وسرعة فائقة وأغاني صاخبة وتصرفات طائشة وإزهاق لأرواح الأبرياء وإذا حل الليل واحلولك الظلام، أتوا البيوت من ظهورها، والسيارات من زجاجها والمحلات بعد تكسيرها يا سبحان الله، كأننا لا أمن ولا أمان فتصرفات غوغاء وأعمال هوجاء ونتائج شنعاء، فأين المسؤولية والمسؤولين ؟ وأين الأمانة والمؤتمنين ؟ ” يا أيها الذين آمنوا لا تخونوا الله والرسول وتخونوا أماناتكم وأنتم تعلمون، واعلموا أنما أموالكم وأولادكم فتنة وأن الله عنده أجر عظيم “.
تنبيه هام، المنشور يعبر عن رأي الكاتب ويتحمل مسؤوليته، دون ادنى مسؤولية علي الجريدة
تنبيه